رواية دروب العشق
وإن نظرت بالمنظور الواقعي فهو رجل لا يحب ولا تقبل به فتاة إلا الأقلية .. إذا هي من الأقلية ! لا بل هي من الذين حړق الهوى عيناهم فأعماهم أو بالأحرى هي ليست عمياء بل مطلعة على كل عيوبه ولكنها تتصنع العمى وتخبر نفسها مرارا وتكرارا بأنها عشقت مرة واحدة وستكون الأخيرة ولن تترك فرصتها في العشق تذهب هدرا ستقف صامدة في وجه الصعاب لآخر نفس فيها ولن تجعل اليأس يتملكها وسواء أبا أم شاء لن تتوقف عن عشقه ولن تهدأ إلا حين تحصل على مرادها وتجعله يخر بدماء العشق والهوى أمامها مثلما أرهق دمائها لسنوات !! .
ارتدت ملابسها وصفصفت شعرها ثم توجهت نحو الباب وقبضت على المبقض وقبل أن تديره لينفتح أخذت شهيقا طويل وأخرجته زفيرا متمهلا مغمغمة لنفسها محاولة تهدئتها حتى لا تنغز في عقلها الأفكار السيئة أن ټخنقه وتفشي غليلها منه بمجرد تذكرها ما فعله معها بالأمس
ثم فتحت الباب وغادرت الغرفة متجهة صوب المطبخ محاولة قدر الإمكان تجنبه على الأقل إلى حين
يزول سخطها منه فتحت التلاجة تأخذ منها ما تحتاجه لتحضير الأفطار وحين اغلقت بابها والتفتت بجسدها أصدرت شهقة مرتفعة وانتفضت واقفة بهلع ثم ابتلعت ريقها وأخرجت زفيرا مضطرب لتجده يهتف بقسۏة متوقعة منه
_ لتكوني صدقتي نفسك فعلا وإنك عروسة عارفة الساعة كام دلوقتي !!
أصدرت تأففا حارا ثم ازاحته بهدوء من أمامها لتتجه نحو الحوض وتقوم بغسل الطماطم الطازج والحمراء تحت الماء مولية إياه ظهرها متمتمة ببرود
كان يتفنن في استخدام كل الوسائل التي تغضبها وتستفزها ويستمتع برؤيتها ذاعنة له يتلذذ بإذلالها وإھانتها ظنا منه أنه انتصر عليها ولكنها لا يدري أنها هي التي تسمح بهذا الانتصار بكامل إراداتها ورغبتها . خرج صوتها خاڤت بعد أن وجدت صعوبة في أن تقولها بكل هذا الهدوء
_ مفهوم .. ممكن تبعد عني وتطلع برا بقى !
ابتعد عنها والقى عليها نظرة متقززة ثم الټفت وانصرف لتمسك هي بالسکين وتبدأ في تقطيع الطماطم پعنف تفرغ بها شحنة ڠضبها المكتظة داخلها وتبتلع غصة مريرة في حلقها وعيناها بدأت تذرف الدموع تلقائيا فأسرعت وجففتهم رافضة سقوطهم !! ...
كانت تجلس على طاولة صغيرة في أحد الكافيات وتطقطق أصابعها بخنق ثم التفتت للحارس الذي يقف خلفها وتهدر به منفعلة
_ إنت سمعتني وأنا بتكلم وعرفت رايحة فين وفورا مضيعتش وقت وروحت اتصلت بيه !!
أجابها برسمية تامة دون أن ينظر لها
قالت في ضجر شديد
_ المفروض إنه جايبك عشان تحميني مش تقوله على كل حاجة بعملها
لم يجيبها وكان صامتا تماما يحدق حوله منتظر قدومه حتى تنتهي مهمته ويرحل من جوارها أما هي فأخذت ټضرب كعب حذائها في الأرض پعنف مغتاظة ولتمر دقائق طويلة ثم تجده يقترب نحوهم ويشير بيده للحارس الذي يقف بجوارها أن ينصرف فغعل على الفور وسحب هو المقعد المقابل لها ليجلس عليه ويطالعها بأعين ساخطة لتهتف هي متوترة من نظراته
_ متبصليش كدا !!
_ اتصل بيكي إمتى
كان صوته خشنا وصلبا ولكنها التزمت الصمت المستفز ولم تجيبه ليكمل هو مغتاظا من إهمالها
_ إنتي مش مدركة خطۏرة الموضوع صح !
قالت بخفوت وقلبا ممزقا
_ مدركة كويس جدا وزي ما مدركة خطورته عليا مدركة كمان خطورته على اللي حواليا وأنا لازم اتحمل العقاپ وحدي عشان اتعلم من غلطتي ومثقش في حد تاني
لم يفهم سبب تصرفاتها المختلفة معه منذ أيام ولكنه لا يهتم كثيرا لطريقتها فكل ما يهمه هو حمايتها والعمل بوصية عزيز قلبه ! .
تنهد بعمق وغمغم بعد أن لانت نبرته وأصبحت أقل دقة وإحكاما
_ ليه لما اتصل بيكي متصلتيش بيا