"الجمعة السوداء: من اڼهيار وول ستريت إلى معركة التسوق العالمية"

موقع أيام نيوز

ما هي قصة الجمعة السوداء؟

هل أنت مستعد لدخول معركة التسوق الأضخم في السنة؟ دعني أخبرك أن "الجمعة السوداء" (Black Friday)، التي أصبحت حدثًا عالميًا، ليست مجرد يوم عادي على الإطلاق. دعنا نأخذ جولة سريعة على أصول هذا اليوم، وحكاياته، وفلسفته التي جعلت الناس تتسابق عليه من كل صوب وحدب.

أولاً، الاسم "الجمعة السوداء" - هل هو سوداء لأن الناس يرتدون الأسود؟ أم لأن يومها سُمي على خسائر تجارية قاتمة؟ دعنا نستعرض الأمر خطوة بخطوة.

🔻الأصل يعود بنا إلى عام 1869، حينما قرر اثنان من الأذكياء، وهما جيمس فيسك وجاي غولد، رجال وول ستريت، أن يجمعوا بعض الذهب ويخزنوه، وعندما يرتفع السعر، يبيعونه ويحققون أرباحًا. لكن الکاړثة حدثت، حيث انقلبت الأمور عليهم، وتعرضوا لاڼهيار مالي ضخم أثر على وول ستريت بأكملها. لذا، سُمي هذا اليوم بـ "الجمعة السوداء" لأنه كان يوم اڼهيار مالي كبير، وهذه كانت بداية استخدام هذا المصطلح.

🔻ثم ننتقل إلى الخمسينيات، حيث شهدت مدينة فيلادلفيا ظاهرة غريبة. بعد عيد الشكر، كانت الناس تتدافع نحو المحلات وكأنها معركة قومية، ولأن الضباط لم يفهموا ما الذي يشترونه، اضطروا لتسمية هذا اليوم بـ "الجمعة السوداء"، نظرًا للفوضى والازدحام الذي كان يحدث، خاصة مع السياح والمتسوقين الذين حضروا مباراة الجيش والبحرية.

▪️ومع مرور الوقت، انتشر المصطلح من فيلادلفيا إلى المدن الأخرى، حتى وصلنا إلى الثمانينات، حيث أدرك التجار أن الناس تتجه نحو الخصومات. وهنا حدث التحول: بدأت المتاجر بطرح عروض وخصومات، مما جعل هذا اليوم يمثل فرصة لزيادة الأرباح.

🔻في العصر الحديث، لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فشركة أمازون استغلت الفرصة وقررت توسيع نطاق العروض لتشمل بريطانيا منذ عام 2010، ليبدأ العالم كله في الانضمام إلى هذا السباق. 

▪️وفي المكسيك، أطلقوا على هذا اليوم "إل بوين فين" (El Buen Fin) أي "النهاية الجيدة"،▪️ بينما قامت بعض المتاجر في الإمارات بتغيير الاسم إلى "الجمعة البيضاء" (White Friday).وبذلك، تحولت فكرة الجمعة السوداء إلى فترة تمتد لأكثر من يوم، بل أحيانًا لشهر كامل، مع تكملة يوم الإثنين الذي يليها، والذي يُعرف بـ "الإثنين الإلكتروني" (Cyber Monday) تقديرًا للعروض المخصصة للتسوق عبر الإنترنت.

▪️في الختام، أصبحت الجمعة السوداء رمزًا للتسوق والخصومات الكبرى، حيث يتزاحم المتسوقون من جميع أنحاء العالم للحصول على أفضل العروض. إنها ليست مجرد يوم، بل تجربة جماعية تجسد روح الاستهلاك الحديثة.

تم نسخ الرابط