رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي كاملة جميع الفصول بقلم اسماعيل موسي
الفصل الرابع 4
مضت الايام مسرعة وبدأت الام الولادة تهاجمها، لم تفارقها كوثر ولا لحظه وعندما حان وقت الولادة كانت هي نفسها من تساعدها، طلبت منها ان تشرب الحساء، لم تصر كانت تعلم أن شروق تفعل ذلك بنفسها.
نصف ساعه من الصراخ والدفع وسمعت صرخة طفلها، لم يغيب عقلها، اسمحي لي أن احتضنه توسلت كوثر.
تركت لها طفلها ونظفت المكان، هاتفت شريف ليضرب لها موعد مع ذلك الرجل، ستقود هي المفاوضات.
الطفل معك؟ سألها شريف.
مع والدته شروق، سنبرم الاتفاق، قبل عودتنا ستكون غائبة عن الحياة، سأحرص على ذلك، تلك الفتاه يجب أن تختفي مثل سابقتها، لا يمكننا الاحتفاظ بها اكثر.
حملت طفلها وهي تترنح ومشت تجاه الباب حاولت فتحه لكنه كان مغلق من الخارج، حاولت شروق تهشيم الباب لكن حالتها الجسدية كانت منهكه للأبعد حد، جعلت تركب الباب وتصرخ، خلف الباب جلست تبكي لنصف ساعه، ثم بمحاوله يائسة أخرى جعلت تطلب النجدة من النافذة لكن لم يسمعها احد، عادت مره أخرى تجاه الباب أحضرت سكين وجعلت تحاول ثقب الباب.
ألقت شروق برأسها على قدم السيدة وراحت تقبلها، امنحيني بعض النقود، رأفت السيدة بحالها ومنحتها بعض النقود واعارتها عبأه بدل ملابسها الممزقة.
من سيارة لسيارة تنقلت شروق بحضنها رضيع وهي لا تكاد تشعر بنصفها التحتاني، بقايا خليط يرسم خيط خلفها.
على مدى يومين تابعت تنقلاتها حتى طلبت من السائق الذي يقود على نغمات روح يا نسيم لحبيبي وقوله، ان يتوقف ببقعة خالية تحتلها المق1بر بينما على الناحية الأخرى، حيث نهاية طريق فرعي قصير تنهض فيلا مطليه باللون الأبيض، يحيط بها سياج مرتفع يحبس حديقة بانت أفرع اشجارها الطويلة، عبرت مقبرتين قبل أن تجلس متكأه بظهرها على شاهد قبر يحمل اسم ممحو بعنايه.
تركت طفلها يلعق صدرها ولما خارت قواها لم تدري بنفسها، انحنت رأسها لأسفل بنوم مميت تاركة طفلها يبحث عن سبل الحياة من خلال صدرها.
فتحت عينيها بهلع وهي تحتضن طفلها الصارخ بقوة الي صدرها حتى تكاد تخنقه، بصقت ثلاث على يسارها واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم.
كانت المق1بر خاليه ولم تجد ما تأكله فكرت ان تقصد تلك الفيلا المنزلة لكنها تراجعت مدفوعة بنوبة كرهه لكل ما هو بشرى يتنفس، كانت قد انتهت ان البشر لا يرحمون حتى العائلة نفسها كانت اكثر قسوة من غيرها وماذا بإمكان الإنسان أن يفعله بعالم مملوء بالقبح.
سمعت خطوات تقترب، رجل كهل عجوز، اخفت حجر خلف ظهرها، كل ما هو يتنفس يمثل خطر بالنسبة لها.
توقف الرجل على بعد خطوات، رمق الرضيع بحضنها قبل أن يسألها ماذا تفعلي هنا؟
ليس لدي مكان آخر لأقصده أجابت وهي تضم طفلها لصدرها، لمح الهلع بعينيها، الرعشة التي زلزلت جسدها، أنفاسها المرتفعة، جسدها النحيل وقلة حيلتها.
منذ متي لم تتناولي طعام؟
لا أعلم!
القصه بقلم اسماعيل موسى
اخرج من جراب يحمله رغيف خبز وقطعة جبن قديمة، ومدها لها.
انا حارس المق1بر ولا يمكنني ان اسمح لك بالبقاء هنا كان يحدثها وهي تلتهم الخبز، يجب أن ترحلي!
كانت تائهة بعينيها نظرة لا معنى لها.
سأل نفسه، كيف لأنسان ان يتحمل جريمة بمثل تلك القباحة؟ ان تدفع كلماته، أفعاله، شخص آخر لمثل هذا المصير؟
جعل يتأملها قبل أن يرحل، عاد بعد مده يحمل مفرش وبطانيه قديمة، طلب منها ان تقف، مد المفرش، جلس وجلست بجواره، لم يعد يعنيه سبب وجودها ولا ما فعلته، حتى لو كانت خاطئة؟ فأنها تستحق معامله افضل.
لم يجبرها ان تتحدث، داعب رضيعها وهو يقرأ القرآن قبل أن يرحل.