رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي الفصل الخامس 5 بقلم اسماعيل موسي

موقع أيام نيوز

وجد الطفل يرنو تجاهه بنظرات متقلقلة وهو يعبث بساقيه بسعادة، اعتدل ليجدها ترقبه فتاه على مشارف الثلاثين، ناحفة كسنبلة قمح، بانت عظام وجهها، غارت عينيها في مخابئها، بقع تحت جفونها، ويديها الزابلتين التي تحتضن بها طفلها.
شعر بالخزي، لأول مره في حياته ينكسر أمام صدم#مه، كان لا يعرف كيف يسقط الرجل مكتمل العافية أمام الألم حتى شعر به يخترقه ويدمره ويسخر منه.

مسح دموعه بكم قميصه، ما اسمه سألها، سكتت، هرشت رأسها، لم تفكر في ذلك من قبل، ما اسمه سألت نفسها؟
لم تختاري اسم حتى الآن؟
لم تأتيني الفكرة، ليس مهم واعرضت بوجهها بعيد عنه.
وضح لها أن ذلك غير ممكن وان نشأت طفلها وترعرعه دون أسم وشهادة ميلاد غير ممكن الأن،
بدت غير مهتمة بتلك المصطلحات الرنانة، المهم ان طفلها بحضنها، اخرج صبري لفافة تب@غ واشعلها تحت مراقبة عيون الموت@ى المستنكرة،
سحب سحبه مديده من لفافة التب@غ وهو ينظر للأفق الممتد أمامه، بدي يفكر ما الجدوى من حديثه قبل ان  ينطق اخيرا، لقد فقدت ابني الوحيد وزوجته اليوم، م١ت بحادثه دون أن يودعني، أربعين سنه نعيش مع بعضنا، نأكل وننام بنفس المكان ولا يجد دقيقتين ليقول انا راحل ويودعني، انها مأساة حقيقيه لا أعتقد انها ستعبرني دون خسائر.


القصه بقلم الكاتب اسماعيل موسى 
لقد فقدت طفلي أيضا ولم تنتهي الحياه؟
سكتت وادارت وجهه يمنه ويسره، قالوا ان الطفل الأول م١ت وإنني قمت بقتل طفلتي وانا نائمه، لا يمكنني ان أصدق ذلك، لا يمكن لأم ان تقتل طفلها حتى لو كانت نائمه، اولاد الزا..
رمقها صبري بطرف عينه وهو ينفس الدخان، لا تبدو مجنونة؟

كانت متوجعه مثله وترغب ان تنفي الحزن بداخلها.
ان الحديث عن الأحزان يجر بعضه مثل جرعات الهيروين.
حكت له ما تتذكره من قصتها وعندما انتهت كان قد انهي علبتي تبغ وأطلق نصف عبوة سباب،
اولاد الزا يحيطون بنا في كل مكان.
راح الصبح ينبلج ويشتت ثوب الليل وقرر صبري ان يرحل كان قد تذكر للتو انه ترك طفل صغير في عناية الجيران، الجميل في الأطفال انهم لا يتذكرون القسوة ويغفرون دوما لمن يحبونهم.
منحها ورقه نقديه تكفيها شهر وطلب منها ان تقرأ القرآن على روح ابنه وانه سيكون ممتن اذا أطلقت اسم ابنه علي صغيرها.

تم نسخ الرابط