رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي الفصل السادس 6 بقلم اسماعيل موسي

موقع أيام نيوز


فهناك محدودية مرتبطة بأحلام الفقراء، وسقف طموح واطي مثل معيشتهم.
سمحت لها الخادمة بالدخول على مدام نرجس والتي كانت جسدها الممشوق غاطس في أريكه زهرية اللون، كانت ترتدي تيشرت وردي وشورت قصير من الحرير الأبيض.
انتصبت شروق في وقفتها محاوله بشتى الطرق ان ترفع كتفيها وتنصب ظهرها الذي اكلته الرطوبة لتبدو لائقة مزاجيا للهانم!

عاينتها نرجس للحظات، ليس بها شيء ملفت، سكتت قبل أن ترفع يديها حدود صدرها وتقول سأعينك خادمه بالفيلا، نظير الأكل والإقامة، ثم بنبره مستعليه اردفت ألم تكتفى من نومة المق1بر وافتراش الأرض؟
أنا افعل ذلك من أجل الله لأنقذك من تشردك ودفنك لنفسك حية بين بقايا الأموات، أنا لا ابحث عن عرفانك او امتنانك وتخلل وجهها سنه من التأثر  بل من أجله، لأن تلك الأمور اذا لم نقم بها نحن فلن تجد من يفعلها، ومسحت كفيها كأنها تختم دعاء بساقيها العاريتين. 
بتلعثم أجابت شروق، لك، لكن لدي طفل!!
انا اعرف طفلك، أنا أعرف كل شيء، كل شيء!! كلمة جعلت رأس شروق تلف وجسدها يرتعش ويترنح، لكن وجهها  الذي بصفرة المoت لم يمنع نرجس ان تردف، يمكنه الإقامة معك، لكن بشرط الا يتعدى غرفة الخدم او يوسخ الارضيات بأقدامه القذرة او يختلط بأطفالي.


ممتنه احنت شروق رأسها مدمدمه ربنا يباركلك يا هانم وقبلت يد نرجس التي مدتها أمامها بلا اهتمام.
قبل أن تبتعد عن الفيلا سمعته يصرخ خلف قطه بائسه، صرخت احمد!   تعالي سنعيش داخل الفيلا، سحبته من يده خلفها وهي توصيه، لا تلعب مع أطفالها، لا تلوث البلاط، ولا تسير بين الغرف عاريا! احمد، لا تحاول ابدا اختراق الفيلا وربتت على كتفه بحنان، يا ولدي وسكتت، لقد ارسل لنا الله تلك السيدة الفاضلة بعد أن نخرنا البرد لتشملنا بعطفها بين جدران تحمينا.
لماذا لم يرسل الله والدي ليعتني بي يا اماه؟ هزت شروق جسده النحيل، قلت لك وسكتت، والدك ميت.
صفحة الكاتب على الفيس بوك باسم اسماعيل موسى 
فتح الحارس باب الفيلا، باب الجنة كما فكر احمد كثيرا، حيث لا يمكن أن تكون أجمل، نظر احمد الي السماء الغائمة واغمض عينيه ساحبا نفسا عميقا واحتفظ به داخله حتى انتفخ وجهه.
غسلته والدته، إزالة الجلخ من فوق كوعيه وكعبي قدميه والقشف من على وجهه حتى بدا نظيفا ومقبولا.
احتواها الخدم بحميميه مفرطه وأوكلوا لها الأعمال الخفيفة منحيين جانبا نوبات الفزع التي تنتابها ليلا، واعصابها التالفة التي تخونها وتسقط الاطباق على الأرض.
لم يعتبروها ابدا منافسه، كانت شبح امرأه محطمه، عجوز رغم سنونها الأربعة والثلاثين.
بمضي الايام أتقنت شروق عملها كخادمه نظاميه وتحسن مظهرها لكن ليس بالقدر الكافي لإخفاء ما حفرته الايام الصعبة بقلم حديد على قسمات وجهها، لمحات بائسه، كتبت على جبهتها هنالك تقبع امرأه معذبه وبقايا روح هاربه.

 

تم نسخ الرابط