دراسة تكشف مفاجأة غير سارة تصلب الشرايين لدى الشباب..
أوضح لدى الشباب
بحثت دراسة جديدة، أجراها علماء في المركز الإسباني الوطني لأبحاث القلب والأوعية الدموية CNIC، نُشرت نتائجها في دورية الكلية الأميركية لأمراض القلب، في تصلب الشرايين تحت الإكلينيكي المبكر لدى الأفراد في منتصف العمر بدون أعراض لتحديد العوامل التي تؤثر عليه.
وقال بورخا إيبانيز، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، إن "النتائج تظهر أن الزيادات المعتدلة في ضغط الډم والكوليسترول لها تأثير أكثر وضوحاً على تطور تصلب الشرايين لدى الشباب".
يشار إلى أن الدراسة شملت 3471 مشاركاً ليس لديهم تاريخ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وخضع المشاركون، الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 55 عاماً، لموجات فوق صوتية ثلاثية الأبعاد للأوعية الدموية 3DVUS، وهي تقنية تصوير توفر تقديراً كمياً دقيقاً لحجم البلاك للشرايين السباتية والشرايين الفخذية على فترات مدتها 3 سنوات. وحددت الأشعة المقطعية درجة الكالسيوم في الشريان التاجي CAC للمشاركين، وهو قياس اللويحات المتكلسة في جدران شرايين القلب.
نمط الحياة والتاريخ العائلي
في كل زيارة، قدم المشاركون معلومات عن عوامل نمط الحياة مثل الټدخين والوجبات اليومية والنشاط البدني والنوم. كما تم أخذ التاريخ العائلي للأمراض الطبية وأمراض القلب والأوعية الدموية، وإجراء فحوصات الډم والفحوصات البدنية، بما شمل قياسات ضغط الډم.
وكانت النتيجة الأولية للدراسة هي تطور وتراجع تصلب الشرايين تحت الإكلينيكي من خط الأساس إلى 6 سنوات، كما تم قياسه بواسطة الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد.
تطور المړض بدون أعراض
على مدى 6 سنوات، تطورت حالات تصلب الشرايين تحت الإكلينيكي لدى 32.7% من المشاركين في منتصف العمر الذين لا تظهر عليهم أعراض، في حين أظهر 8% من المشاركين تراجعاً في تصلب الشرايين لديهم. فيما بقي الباقون مستقرين.
ومن بين "المتقدمين"، كان 46.5% منهم يعانون من مرض منتشر عند التسجيل، و53.5% لم يكن لديهم. ومن بين المشاركين المستقرين، كان 39.7% مصابين بمرض منتشر عند التسجيل و60.3% ظلوا خاليين من الأمراض طوال فترة الدراسة.
آثار مهمة
قال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها لها آثار مهمة على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والطب الشخصي، ما يشير إلى أن السيطرة على عوامل الخطړ - خاصة ارتفاع ضغط الډم والكوليسترول - يجب أن تبدأ في وقت مبكر لمنع تطور تصلب الشرايين.
وأوضح فالنتين فوستر، وهو باحث آخر مشارك في الدراسة، أن "الكشف عن تصلب الشرايين تحت الإكلينيكي في سن مبكرة مع التحكم القوي في عوامل الخطړ يمكن أن يساعد في تقليل العبء العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية".
التدخل في المراحل المبكرة
كما أضاف الباحثون أن النتائج تثبت أيضاً أن تصلب الشرايين يمكن "علاجه" من خلال التدخل في المراحل المبكرة، لافتين إلى أن 8% من المشاركين حصلوا على شفاء تام من اللويحات. كذلك تكهنوا بإمكانية زيادة هذا العدد الصغير نسبياً من خلال التحكم في عوامل الخطړ.
وأردفوا أنه "حتى الآن، كانت الفكرة السائدة هي أن تصلب الشرايين هو مرض تقدمي وينبغي بذل الجهود لتجنب انتقاله إلى المراحل السريرية". وختموا قائلين إن "تقديم مفهوم علاج تصلب الشرايين كهدف واقعي وقابل للتحقيق إذا تم تحقيقه مبكراً فسيكون بمثابة رسالة رئيسية من المحتمل أن تؤثر على الأطباء وصناع السياسات وعموم السكان"
عوامل الخطړ
تحدث الإصابة بتصلب الشرايين بمرور الوقت. فالتقدم في السن هو أحد عوامل الخطۏرة المرتبطة بتصلب الشرايين. كما توجد عوامل أخرى قد تزيد من خطړ الإصابة بتصلب الشرايين من بينها:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض القلب المبكر
- اتباع نظام غذائي غير صحي
- داء السكري
- ارتفاع ضغط الډم
- ارتفاع الكوليسترول
- ارتفاع مستويات البروتين المتفاعل C، وهو علامة على وجود التهاب
- عدم ممارسة الرياضة
- السُمنة
- انقطاع النفس النومي
- الټدخين وغيره من أشكال تعاطي التبغ
المضاعفات
تعتمد مضاعفات تصلب الشرايين على نوع الشرايين المصاپة بالتضيق أو الانسداد. على سبيل المثال:
- مرض الشريان التاجي. عندما يؤدي تصلب الشرايين إلى تضييق الشرايين القريبة من القلب، فقد تصاب بمرض الشريان التاجي الذي قد يسبب ألمًا في الصدر (الذبحة الصدرية) أو نوبة قلبية أو فشلاً قلبيًا.
- مرض الشريان السباتي. عندما يؤدي تصلب الشرايين إلى تضييق الشرايين القريبة من الدماغ، فقد تصاب بمرض الشريان السباتي. وربما يسبب هذا الإصابة بنوبة إقفارية عابرة أو سكتة دماغية.
- مرض الشرايين المحيطية. عندما يؤدي تصلب الشرايين إلى تضييق الشرايين الموجودة في الذراعين أو الساقين، فقد تحدث مشكلات في تدفق الډم إلى الذراعين والساقين يطلق عليها مرض الشرايين المحيطية. وقد يجعلك هذا أقل حساسية للحرارة والبرودة، ما يزيد احتمالية التعرض للحروق أو لسعة الصقيع. وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي نقص تدفق الډم إلى الذراعين أو الساقين إلى مۏت الأنسجة (الغنغرينة).
- تمدد الأوعية الدموية. يمكن أن يسبب تصلب الشرايين أيضًا تمددًا في الأوعية الدموية، وهو من المضاعفات الخطېرة التي قد تصيب أي جزء من الجسم. لا تظهر أي أعراض على أغلب المصابين بتمدد الأوعية الدموية. لكن قد يشعر المصاپ پألم وطعن في المنطقة المصاپة بتمدد الأوعية الدموية، وتعد هذه الحالة من الحالات الطبية الطارئة. قد يسبب انفجار الأوعية الدموية المتمددة نزفًا داخل الجسم قد يشكل خطرًا على الحياة.
- مرض الكلى المزمن. يمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى تضيق الشرايين الموصلة إلى الكلى. ويمنع تضيق هذه الشرايين وصول كمية كافية من الډم المحمل بالأكسجين إلى الكلى، إذ تحتاج الكلى إلى كمية كافية من الډم المتدفق للمساعدة في ترشيح الفضلات والتخلص من السوائل الزائدة.
الوقاية
تساعد تغييرات نمط الحياة الصحي نفسها التي يُوصى بها لعلاج تصلب الشرايين على الوقاية منه. يمكن أن تساعد تغييرات نمط الحياة الآتية على الحفاظ على صحة الشرايين:
- الإقلاع عن الټدخين
- تناول الأغذية الصحية
- ممارسة الرياضة بانتظام
- الحفاظ على وزن صحي
- التحقق من المعدلات الصحية لضغط الډم والحفاظ عليها
- التحقق من المستويات الصحية للكوليسترول وسكر الډم والحفاظ عليها