رواية لهيب الهوى بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز

أمسك يديها متنهدا بهدوء مغلقا عينيه وهو يقبل باطن يديها برفق جاذبا إياها إلى صدره ويده تسير أعلى ظهرها مقبلا خصلاتها بشرود … قبعت بأحضانه بعض الوقت.. طال صمتهم لتظنه حزن من حديثها نادته متنهدة بحرارة:

-أيهم !!

همس لها بهدوء:

-عيون أيهم !!

ابتسمت ثم اعتدلت تواجهه بنظراتها وكادت أن تتحدث لتجده يمسح خصلاتها واضعا قبلة أعلى وجنتها قائلا:

– مش زعلان منك يارنيم.. بالعكس.. أنا مش عايز غير راحتك بس ياحبيبتي … !! أنا افتكرت مكالمة مهمة هعملها وأرجعلك..

ثم وضع قبلة أخرى أعلى شفتيها النديتين واستقام يمسك هاتفه يخرج إلى الشرفة مغلقا بابها خلفه أسفل نظراتها الخائفة من القادم ….

-***-

وقفت ترتدي ملابسها وهي تتمتم بغضب لذلك الجالس بالفراش عاري الجسد ينفث دخان سيجارته ببرود تام وقالت:

-اسمعي كلامي وامشي ورايا … ومااخدتش منك أي حاجة أيهم رجعتله الذاكرة وبيمثل علينا وفرحان بنفسك أوي وانت بتقولي ده.. !! إزاي مخدتش بالي.. كان بيضحك علياا !!

ابتسم لها “ناصف” وهو يقف مرتديا بنطاله ينظر إليها باحتقار:

-ماخدتيش مني أي حاجة ده إنتي كل حرف قولتيه أخدتي قصاده فلوس قد كده … وبعدين مالك هتموتي أوي عليه كده وهو راميكي مش شايفك أصلا … !!

اشتعلت نيرانها لتحدق به بغضب قائلة:

– كله من الكلبة اللي انت هتموت عليها … إحنا في الهوا سوا ياحبيبي.. !!

جذب خصلاتها يصيح بها بغضب وهو يشدد من قبضته حولها قائلا:

-كله إلا رنيم … إياكي تغلطي فيها تاني …. رنيم مش بتكرهني.. هي بس بتعاندني عشان خايفة من ابن عمك وأول ما أخلصها منه هترجعلي.. !!

اتسعت أعينها بغضب تصيح:

-تخلص مين.. انت وعدتني مش هتقرب من أيهم تاني … !!

أفتلها بغضب وهو يقول مبتسما بخبث ومكر:

-ومين قال إني هاجي جنب أيهم بس … ! أنا هبص على الأهم المرة دي !! رنيم بنفسها هتيجي لحد عندي.. !! بس مساعدة صغيرة منك يااقمر وكل واحد فينا ياخد اللي هو عاوزه …

نظرت له بتوتر ثم تنهدت تستمع إلى مخططه الجديد لتعاونه به بصدر رحب للغاية…

-***-

أنهت “رنيم” أعمالها بالشركة وجلست تنتظر مروره عليها كما أمرها مرت ساعتان وهي تنتظر هكذا بغرفة استقبال ضيوفه رافضة دعوة مساعدته بدخولها إليه.. انفتح الباب وخرج لها بدى شديد الوسامة هكذا أزرار قميصه العلوية محلولة ليظهر صدره العضلي خصلاته الحريرية يهبط بعضها أعلى جبينه يمسك سترته بيد والأخرى يعبث بها بهاتفه.. أغلق الهاتف يتقدم منها معتذرا لها يقبل وجنتيها ثم باغتها بتقبيل شفتيها أمام المساعدة… يال جرأته.. اتسعت أعين “رنيم” تسبقه إلى الخارج وقد اكتست وجنتاها بالحمرة ليتبعها بابتسامة هادئة..

راقب صمتها أثناء جلوسهم معا بالسيارة بألاريكة الخلفيه ليقول بهدوء:

– مكنتش أعرف إني هأخر كده.. خلاص بقى متزعليش..!!

تأففت بغضب ثم نظرت له تقول بغضب شديد:

– أنا مش فاهمه انت جايب الهدوء ده منين … أنا كنت عاوزه أجي بدري للولاد … والمربية مش بترد ولا سيف.. ولا أي حد.. بقالهم ساعة…. وأنا مرضيتش أزعلك وأمشي عشان تطلع تحرجني ف الآخر وتتت.. يوووه !!!

ابتسم وجذبها إليه يقبل شفتيها بغتة مرة أخرى وقال:

– قصدك دي !! هو أنا كده عملت حاجة !!

كادت أن تبتسم لكن توقفت نبضاتها حين وقعت عيناها علي ذلك المشهد..أفراد أمن.. شرطة … دااخل القصر … ماذا يحدث.. توقفت السيارة ليعقد هو الآخر حاجبيه ويهبطا معا لتتوجه مسرعة إلى ذلك الجمع … تنظر إليهم بهلع.. ارتعبت حين نظر لها الجميع بحزن وكأنهم يواسوها بشخص ماا… لما ينظرون هكذا.. ماذا يحدث.. توجهت إلى “سيف” على الفور تنتظر منه أن يشرح مايحدث لترى دموعه تسبقه.. رافعا قطعة صغيرة ملوثة بالدماء بيده.. يعطيها لها وقد اجهش بالبكاء.. اتستعت لبنيتاها … تلك القطعة تعرفها جيداا.. أجل.. لقد ألبستها لصغيرها “عمر”…. ابنهااااااا … لقد ألبسته ذلك قبل ساعات … أمسكت القطعة تقلبها بيدها …. بأعين متسعة لتتسع عيناها لقد توقفت نبضاتها بالفعل …. أين ابنها … هي تحلم.. تلك القطعة لاتخصه … لا لا هذا هراء … لم يمت نظرت إلى “سيف” الذي يحمل طفلتها الباكية بأحضانه تقول بصوت متحشرج:

-فين عمر !!

نظر أرضا يبكي بصمت لتجول بالوجوه من حولها تسأل الجميع باندهاش …

-عمر.. عمر ابني فين !!

وصلت إليه تحدق به وهي تستمع إلى الضابط يجيبها قائلا:

– للأسف اللي جيه كان متعمد يقتل الولد وياخده من المكان عشان مايسيبش أي أثر ليه.. القطعة دي وقعت منه لما الخدامة حاولت تلحق الولد.. !! البقية في حياتك !!

ظلت تحدق به بصد@مة… وهي تردد:

-فين ابني يا أيهم … فين عمر … !!!

اقترب منها وكاد أن يحيط جسدها لكنها صرخت به:

-انتتتتت السبب … قولتلك نمشي … انت اللي قتلته … لااا لاااا أنا اللي قتلته.. أنا اللي سمعت كلاااامك …. أنا عايزه ابنييييييي … عايزه عمرررر!!!

صرخت باسمه عدة مرات لتسقط مغشيا عليها بأحضانه هبط بها أرضا ودموعه تهبط عليها وعلى ابنه …ابنهما … أمانة أخيه ….

رواية لهيب الهوى الحلقة العشرون

وقف خلف ذلك الحاجز الزجاجي يراقب الطبيبة وهي تعيد فحصها مرة أخرى ومن الواضح أن معشوقته قد بدأت تعود إلى عالمهم مرة أخرى بعد أن فقدت وعيها منذ يومين فور تلقيها خبر ابنها … زفر أنفاسه بهدوء بعد أن رأى بعض التحسن بحالتها خرجت الطبيبة تلقي إليه بعض التعليمات والنصائح.. أومأ لها ثم اتجه مسرعا إلى الداخل يريد أن يضمها … ليشعر بجسدها اللين بأحضانه لقد اشتاق لها حد الجنون … اشتاق لنظراتها همساتها.. لم يذق النوم لمدة يومين ….
أسرع إلى الفراش يجذبها إلى أحضانه بقوة استمع إلى طرقعة عظامها اللينة.. دفن رأسه بعنقها الناعم لتنطلق أنفاسه الساخنة التي طالما أحرقتها بنيران عشقه تحرق نحرها… أغمضت عينيها تذرف الدموع بصمت ينتفض جسدها لكتمان شهقاتها أخرجها ينظر إلى وجهها بألم أشاحت بوجهها عنه تكمل بكائها ليحيط وجهها قائلا بنفاذ صبر وهو يمسح دموعها:
– مماتش يارنيم.. !! عمر مماتش …
اتسعت عيناها تحدق به بعدم تصديق وكادت أن تصيح به أنه يكذب … لكنه أخرج هاتفه يفتحه أمام ناظريها يعرض لها فيديو لطفلها وهو نائم … نظرت له تهز رأسها بالنفي تحاول التقاط أنفاسها واستيعاب مارأته للتو ليكمل موضحا لها:
– كان لازم أعمل كده وأبعده عن صافي وابن عمك … كان الدور عليه.. !!
اتسعت أعينها باندهاش تحاول مقاومة ذلك الدوار وهي تستجمع كلماتها تتشبث بذراعيه بصد@مة وهي تنظر إلى طفلتها النائمة بسلام بمهدها الصغير تهمس:
– فين عمر !!
أغمض عينيه زافرا أنفاسه حين استمع أخيرا إلى همسها يكور وجهها بيديه يسند جبهته إلى جبهتها يقول بهدوء:
-مش هينفع أظهره دلوقت … بس أوعدك هتشوفيه !!
عادت برأسها للخلف وقد انفلت زمام أعصابها تماما تقول بغضب:
– تظهر أيه وتخفي أيه … أنا ابني برا كل ده … أنا عاوزه ابني يا أاايهم !!!
عقد حاجبيه بغضب يقول:
-رنيم صوتك مايعلاش علياا.. وبعدين إنتي كنتي من لحظات فكراه ميت مش موجود … واضح إني غلطان لما فكرتك عاقلة !!
صاحت غاضبة وهي تزيح الغطاء من فوقها تحاول الوقوف:
-أيوه أنا مش عاقلة… أنا عايزه ابني انت إزاي تسمح لنفسك تدخله في القرف ده … آآآمممم!!
لم تشعر بنفسها سوى وهي مكبلة بأحد ذراعيه داخل أحضانه ويده تكمم فاهها ينظر إليها نظرات ثاقبة تشع غيرة وغضب:
– أنا أكتر واحد أخاف على ابن أخويا … اللي هو ابني دلوقت … أنا عملت كده عشان محدش يقرب منه كان لازم أوهم الكل حتى إنتي إنه م١ت … لكن من غبائي مستحملتش أشوفك بالمنظر ده.. أيه عايزاني أقف أتفرج على ال *** ابن عمك وهو بياخدك مني !!! هااا !!

نطق كلماته الأخيرة وهو يعصر جسدها الصغير بغضب داخل أحضانه شعرت بلهيب غيرته يكاد يحرقها:
عقدت حاجبيها تجيبه بغضب غير مبالية لأسبابه:
-أنا مليش دعوة بكل ده أنا عاوزه ابني … إزاي تلعب بأعصابي بالشكل ده … أنا كنت هموت !!
وضع إصبعه أعلى شفتيها وقد شعر بنيران الغضب تزداد داخله تكاد تحرقهما معا إن لم تصمت الآن عن تلك الترهات التي تتفوه بهاا.. حسنا هي بالنهاية أم.. كادت أن تفقد طفلها.. لا يتحمل أن يراها هكذا.. يجب أن يهدأ قليلا ليستوعب غضبها من فعلته اقترب منها أكثر يشير بعينيه تجاه الطفلة.. لتفهم هي تحذيره من صوتها.. ارتعش جسدها لملامسته لها بتلك الطريقة ليحيط خصرها واضعا شفتيه الدافئة أعلى خصلاتها يلصقها بها لاثما إياها بلطف وهو يهمس لها بصوته الرجولي ذي النبرة الدافئة:
-اوعي تجيبي سيرة المoت تاني يارنيم.. أنا ملعبتش بأعصابك ياحبيبتي.. كل ده غصب عني … عينهم كانت على عمر … لو مكنتش لحقته كانوا هيخلصوا عليه فعلا … هو دلوقتي في أمان..
شهقت بعنف من بشاعة ماقاله … هي لم تتحمل أن تعيش تلك المأساة ليومين فقط … ماذا إن كان حقيقة أبدية … ارتعش جسدها واستندت بمرفقيها أعلى صدره بوهن لم تعد سيقانها تحملها … أحاط جسدها يحملها إلى الفراش برفق ثم وضعها وكاد أن يبتعد لتتشبث بقميصه هامسة:
-خليك … !!!
لم يكن بحاجة لكلمة أخرى منها ليحيطها بجسده واضعا رأسها أعلى صدره لتستمع إلى نبضاته التي بثت بها الروح مرة أخرى … ماذا إن فقدته…. هو بجانبها يحيطها هي وأطفالها.. يحاول قدر الإمكان رغم ما مر به هو أيضا … كاد أن يفارق الحياة من أجلها بالمرة السابقة … هل يستحق أن تحاربه هي أيضا … ؟؟!!
رفعت يديها تسير بها أعلى عضلات صدره حتى وصلت إلى عنقه وهو بالكاد يبتلع رمقه من فعلتها المفاجئة … لكن ماجعله يحبس أنفاسه حقا حين سارت بشفتيها الصغيرة الساخنة أعلى بشرته يكاد يحترق من لمساتها اللطيفة مابهااا كادت أن تقتله منذ لحظات … أغمض عينيه بقوة حين وصلت إلى عنقه ومنها إلى ذقنه ليشعر بها ترتفع بجسدها داخل أحضانه تحيط عنقه بذراعيها ويداها الصغيرة تداعب خصلاته الغزيرة الحريرية تشد عليها بقوة ثم بلحظة كانت تلتهم شفتيه بجرأة لم يعهدها منها لم يستطع مقاومتها أكثر من ذلك اندفع بشفتيه يلتهم شفتيها بقوة يبادلها لهيبها بأشد منه وارتفعت إحدى يديه خلف رأسها يداعب خصلاته وعنقها الجميل بلمساته التي ذهبت بها لعالم آخر.. عالم لم تستشعره سوى معه … معه فقط ……
وقف يغلق أزرار قميصه وهو ينظر إليها تداعب طفلتها بتوتر.. شعر هو به … ليقترب منها بابتسامة ملتوية يمسك طرف ردائها الذي سقط ليكشف عن أحد كتفيها الناعمة.. يعيده إلى محله ثم قبل الطفلة يداعب وجنتيها وهو يهمس أمام شفتيها:

-عاوزه حاجة قبل ما أمشي يارنيم !!
عقدت حاجبيها تقول وهي تأكل شفتيها بارتباك:
– أيهم.. بلاش إني أبات هنا.. مفيش داعي.. أناا آآ !!
قاطعها وهي يجلس أمامها واضعا رأسها بين يديه يهمس يصوته الدافئ الهادئ:
-إحنا مش اتفقنا إنك لازم تباتي هنا عشان محدش يفهم.. سيف ومراته جايين كمان شوية مش عايز حد يحس بحاجة … ومتخافيش أنا مش هسيبك لوحدك أنا هستنى لحد مايوصلوا هخلص اللي ورايا وأجي.. اتفقنا !!
ذمت شفتيها كالطفلة تومئ له بالإيجاب ليضع قبلة صغيرة أعلى شفتيها مبتسما لها يقول بعبث حين ابتسمت له تنتشر الحمرة أعلى وجنتيها..
-لا ماينفعش يدخلوا يشوفوكي كده.. أنا عاوز أداء حزين جداا … وفري الفراولة دي لما أجيلك بليل !!
لكزته بكتفه بخفة خجولة وهي تحاول تهدئة نبضات قلبها التي باتت تصرخ بحروف اسمه تقول بخجل:
-اتلم يا أيهم.. !!
ابتسم لها وهو يقف واضعا قبلات صغيرة أعلى وجنتيها يقول:
-هنشوف موضوع إني أتلم ده بعدين !!
ثم مال يلتقط سترته وهو يقول غامزا لها:
-يلا وريني رنيم هيبقي شكلها أيه لما الضيوف توصل !!
ابتسمت له لحظات ثم انكمشت ملامحها تعقدها بحزن وأسى لم يكن مصطنعا هي فقط تذكرت بعضا من اسوأ ذكرياتها …
-***-
مرت عدة أيام وهي تشعر بالألم لابتعاد صغيرها لكن مابيدها حيلة … لتنتهي تلك الفترة كما قال “أيهم” وسوف تعيده إلى أحضانها ولن تتركه أبدااا … جلست أعلى فراش المشفى وقد أنهت ترتيب أشيائها تنتظره بهدوء … ثم لحظات وابتسمت بلطف تضع إحدى يديها أعلى بطنها المسطحة تهمس بهدوء:
– أنا أيوه خايفة ومقدرش أقوله دلوقت عشان ترتيباته متتلخبطش … بس مطمنة وانت جوايا.. أنا شايله حتة من أيهم… بس من وراه !!
تنهدت بهدوء وهي تدير يدها أعلى بطنها بشرود ثم رفعتها مسرعة حين شعرت بالباب ينفتح.. لتراه يدلف إليها وهو يتحدث بالهاتف يرسل إليها قبلة سريعة ويعاود مكالمته باهتمام بالغ … جلست تنظر إليه بابتسامة واسعة … تتأمل تفاصيله بجرأة شديدة لتبتسم بعبث ثم تقف سائرة ناحيته بخطوات أنثوية عابثة تقف على أطراف أصابعها بمواجهته تدفن رأسها بعنقه لحظات ليبتلع رمقه وقد اتسعت عيناه باندهاش من تصرفاتها التي باتت تدهشه بشدة … لكن ما جعل الحديث يتوقف

بحنجرته حين وضعت شفتيها الدافئة الناعمه على تفاحة آدم خاصته تقبلها بنعومة بالغة لم تخل من الشغف … أحاط خصرها بذراعه الفارغة يستمع إلى محدثه الذي اندهش هو الآخر من صمته.. يحاول إبعاد عنقه عن مرمى شفتيها حتي يتثنى له الحديث … ابتسمت وهي تشعر بالفخر بنفسها لتأثيرها الطاغي عليه لتباغته بدفعه أعلى الأريكة التي كانت خلفه مباشرة… اتسعت عيناه حين انقلب هكذا على ظهره حابسا أنفاسه حتي لايظهر لمحدثه ما يحدث له الآن من تلك المشاكسة التي من الواضح أنها تعاطت شيئا ما لتصبح بتلك الجرأة..
جلست أعلى سيقانه تبتسم بعبث وهي تواصل ما كانت تفعله منذ قليل بل ازداد الأمر سوءا حين بدأت حل أزرار قمصيه العلوية تواصل ماتفعله غير مبالية لاعتراضه المندهش.. أنهى محادثته سريعا وهو يحاول مجاراتها ليفهم ماذا حدث لها أغلق الهاتف يضعه جانبا ثم أحاط جسدها يجذبها إليه يقبل شفتيها بغضب وقوة من أفعالها التي كادت تنهي هيبته الآن.. لم يكف عن ذلك إلا حين استمع لتأوهاتها وأناتها الهادئة ليتشنج جسدها يفصل قبلته وهو يعيد ترتيب خصلاتها يهمس بعبث:
-ياريتني جبتك المستشفى من زمان … كده هتعود على الجرأة دي !!!
وكأنه أعادها إلى وعيها بكلماته عضت على شفتيها تدفن رأسها بعنقه بعد أن تصاعد اللون الأحمر إلى وجنتيها.. لتتسع عيناها بذهول من هيئتها.. هل تجخل الآن.. هل تريد أن تقوده للجنون بما تفعل !!! لقد كانت من لحظات تلتهمه … والآن تدفن رأسها بعنقه بخجل !!!!! أحاط جسدها بقوة يوزع قبلاته أعلى خصلاته مبتسما لما فعلته وقد أصبح متحيرا بأمرها يهمس بأذنها بهدوء:
– تحبي تشوفي عمر النهارده !!
اتسعت عيناها تعتدل وكادت أن تنفصل عن جسده ليتشبث بها متذمرا بغضب:
– أهوه لسه ماكملتش وماصدقتي وهتسيبيني !!

لحظات حتى فهمت مقصده لتحيط وجهه بيديها تقبله أعلى شفتيه وهي تهمس بهدوء وصدق:
.-أنا مقدرش أسيبك أبدا يا أيهم.. أنا لو سيبتك بتوه … فاكر لما قولتلي إني طفلة !! أنا فعلا طفلة … طفلة معاك انت بس … لما بتبعد عني بخاف وأتوه … ولما بتبقى حواليا ومعايا أنا بطمن بحس إن بابا لسه موجود.. مببقاش خايفه يا أيهم…. بس انت عارف إني عاوزه أشوف عمر وأطمن عليه بأي طريقة !!
انتظر حتى تنهي كلماتها ليكون جوابه عليها تلك القبلة يلتهم تلك الشفتين التي تثير جنونه وشغفه وجميع مشاعره والآن تتفوه يما يرضي قبله … وماذا يريد سوى أن تشعر بذلك وهي بأحضانه لتبقى … وليبقى لهيبها…. ينير عتمته … ويبدد ضلامه … لتبقي وليذهب أي شيئ آخر سواها لتبقى بجانبه …..

رواية لهيب الهوى الحلقة الحادية والعشرون

لهيب الهوى
 الفصل الواحد والعشرون” تقلب ” 
تأففت بصوت مرتفع للمرة التي لايعلم عددها بالرغم من أنه جمعها برضيعها واطمأنت عليه لكن فور مغادرتهم المكان عبست بوجهها ثم جلست صامته لم تحتاج أن تحاول إتقان دور الحزينة أمام العائلة هي بالفعل حزينة.. غاضبة.. وضعها سيئ هكذا.. لم تتمنى سوى حياة هادئة وسط أسرة صغيرة لكن من الواضح أنها لن تناله أغلقت هاتفها الذي تراقب منه الصغير ثم جلست أعلى الفراش تهدل كتفيها ونكست رأسها بصمت نظر إليها بحزن هو يشعر بها جيداا … لكن مابيده حيلة… لقد فعل جميع ما يستطيع فعله.. اتجه إليها ثم جلس بجانبها أعلى الفراش رافعا يده يزيح خصلاتها برفق خلف أذنها ليرى تلك القطرات الدافئة عن كثب …
أغمض عينيه ثم انتقل فوق الفراش خلف جسدها تماما ليصبح الوضع هكذا … هو يستند بجسده إلى الوسائد من خلفه ويضم ظهرها إلى صدره بقوة.. لم تعانده بل هي بحاجة إلى دفء جسده أراحت ظهرها أعلى صدره واستندت برأسها إلى صدره ناحية كتفه أزاح دموعها برفق وهو يخلل خصلاتها بأصابعه واضعا راحة يده أعلى وجنتها يهمس أمام شفتيها برفق:
– بتعيطي ليه دلوقت يارنيم مش اطمنتي عليه بنفسك.. وبتراقبي كل حاجة عنه..
وضعت يدها أعلى بطنها المسطحة تغلق لبنيتيها بصمت.. هي تخشى جميع الأشياء تخشى على تلك النطفة التي لم تكتمل بعد داخل أحشائها.. لا تعلم ما سبب بكائها الآن لكنها أفضل داخل أحضانه هكذا.. أدارت جسدها وهي لازالت بين ذراعيه ثم حاوطت خصره بذراعيها لتتوسد صدره بصمت تام طابعة قبلة صغيرة أعلى قلبه … تشنج جسده حين لامست شفتيها الدافئة جلده.. ما بها عقد حاجبيه باندهاش وهو يحيطها جيدا ثم سقطا معا بنوم هادئ فهو لم يذق طعم الراحة منذ رقدتها بالمشفى …

أفاقت على لمسات لطيفة من يده وأصابعه يداعب خصلاتها برفق هامسا بأذنيها بأنها كسولة للغاية.. من الواضح أنها استغرقت وقت طويل بنومها.. لكن راقت لها تلك الطريقة بإفاقتها لم تفتح عيناها بل ظلت هكذا لتنعم بدلاله لها … رفع أحد حاجبيه بابتسامة صغيرة حين فهم أنها استيقظت بعد أن اضطربت أنفاسها.. هي مهما ادعت الجرأة تظل فاتنته الخجولة لا تتغير … اعتدل قليلا وهو يقول بصوت ماكر:
-رنيم أنا تعبت شكلي هنزل آكل معاهم تحت يارب يكون الكرسي جنب صافي فاضي !
اندفعت فجأة فوقه لتتسع عيناه من هجومها الشرس هكذا انقلب فوق الفراش وهي تعتليه بعد أن صعدت فوقه تحيط خصره بساقيها تصيح بغضب:
– نعععم نعممم عاوز تاكل مع مييييييين !!

نظر لها باندهاش من ذلك الأسلوب الذي لأول مرة تنتهجه … حدق بعينيها ليجد تلك الشرارات تنطلق منها تكاد تحرقه.. حسنا لم يكن عليه أن يمزح هكذا معها … رفع يده إلى أعلى وانطلقت ضحكاته الرجولية التي جعلتها تبتسم بلا شعور لهيئته الوسيمة تلك وقال من بين ضحكاته معتذرا:
-بهزر ياحبيبتي آسف آسف.. !!
تلاشي غضبها بلحظات لتبتسم له وهي تميل بجسدها تستند بذراعيها أعلى الفراش بجانب رأسه تهمس أمام شفتيه قائلة:
-تعرف أنا هعمل كده علي طول عشان تضحك كده !!
حدق بها بابتسامة ملتوية وهو يحيط خصرها قائلا بهمس يماثلها:
-ليه ضحكتي حلوة أوي كده !!
هبطت بشفتيها تقبل شفتيه برقة وهي تحرك رأسها بالإيجاب هامسة:
-انت كلك على بعضك حلو ياأيهم !!
لم تتسع رمادتيه تلك المرة أدرك أنها فرصته ولن يضيعها بالذهول أحاطها جيدا ودار بجسده ليقلب وضعيتهم فجأة هامسا لها وهو يقترب من شفتيها
-مش أحلى منك ياقلب أيهم !
ثم هبط بشفتيه يلتهم شفتيها بنهم شديد أحاطت عنقه تجذب رأسه لها وهي تدفع يدها داخل خصلاته الغزيرة تبادله قبلاته بشغف شديد لم تشعر به من قبل.. لحظات انقطعت بها أنفاسهم.. رفع رأسه عنها يحدق بملامحها البريئة الفاتنة وهو يسير بأصابعه مرة وشفتيه مرتين على ملامحها …لا يعلم كيف لها أن تجذبه إليها بابتسامة منها.. بنظرة واحدة من لبنيتيها تشعره أنه يحلق بعنان السماء.. بلمسة واحدة من أصابعها تتشنج جميع عضلات جسده.. هل يعشقها إلى ذلك الحد.. لقد أصبحت هوسه.. لم يكن هكذا مع أحد سواها. ولن يصبح !!
طال شروده بملامحها وهي تبادله بنظرات هادئة مبتسمة إليه بصمت تشعر أن كليهما بحاجة إلى ذلك الهدوء.. إلى تلك الأحاديث الصامتة.. تشعر أنها تريد الآن أن تبوح له أنها تحمل قطعة صغيرة منه بأحشائها.. كيف لها أن تزيد ثقل همومه بذلك.. لا تريد أن يصبح خبر حملها منه عبء عليه.. تريد أن تشعر بسعادته لا بقلقه عليها وعلى الآتي.. عضت على شفتيها وقد ذهب عقلها إلى البعيد وتشتت تفكيرها للغاية شعرت به يستقيم ويجذبها إلى أحضانه متجها بها إلى الأريكة إلى تلك الأصناف من الطعام.. شعرت بالغثيان حين اقتحمت تلك الروائح الشهية أنفها.. بدأ الدوار يتمكن منها.. عقد “أيهم” حاجبيه وهو يشعر بها مترنحة أثناء سيرهم رفعها يين ذراعيه يبتسم لها لتبادله باقتضاب وهي لا تستطيع أن تتحكم بذلك الغثيان أجلسها وجلس بجانبها ليراها تلتقط كوب العصير ترتشف منه بهدوء تام.. على فترات عقد حاجبيه يقول:
-رنيم إنتي ماأكلتيش من امبارح سيبي العصير ده وكلي يلا..

عضت على شفتها السفلية وهي لا تتحمل أكثر وتركت الكوب كاد أن يعيد حديثه لكنها اندفعت مسرعة إلى الحمام أسرع خلفها ليجدها تجثو أرضا تتقيأ ما بمعدتها بأرق شديد وقد بدأ وجهها يفقد رونقه… عقد حاجبيه واندفع مسرعا إليها بقلق يحيط جسدها رافعا إياها إليه متجها ناحية الحوض يبلل يده يغسل وجهها برفق ثم ملأ يده بالماء مقربا إياه من شفتيها معاونا إياها بعد انتهائها ممكسا بالمنشفة يجفف بها وجهها وهو يقول بهدوء:
-مالك يارنيم.. إنتي أصلا مش واكله !! أكلم المستشفى الل…آآآآ !!
وضعت إصبعها أعلى شفتيه تقول بإرهاق:
– لا لا أنا وأنا زعلانة مبعرفش آكل… هنام شوية وأقوم أحسن.. !!
عقد حاجبيه وهو يتجه بها إلى الفراش قائلا باندهاش:
-تنامي !!! انتي مش لسه صاحية من النوم !!
همست له وهي تحيط جسدها مغمضة عينيها بهدوء تقول:
– آه وهكمل نوم !!
وضع الأغطية أعلى منها محيطا إياها بها جيدا وهو مندهش من تصرفاتها … أغلق الأنوار واتجه إلى الشرفة بهاتفه يجري بعض الاتصالات لينهي تلك المسألة التي طالت أكثر من اللازم …
-***-
استيقظت بوقت متأخر من الليل لتجد نفسها داخل أحضانه المحكمة عليها لتحاول التملص من دون إصدار صوت لكنه فتح رماديتيه بفزع حين شعر بحركتها عقد حاجبيه يعتدل متفقدا إياها يقول بهلع:
-مالك لسه تعبانة !!
ابتسمت له تضع يدها أعلى صدره تدفعه برفق إلى الخلف وهي تقول:
-اهدي يا أيهم مفيش حاجة.. أنا بس جوعت !!
رفع خصلاته بهدوء زافرا أنفاسه وهو يستقيم بجسده واقفا يقول لها:
-طيب يلا !!

رفعت حاجبيها تحدق بيلاهة قائلة باندهاش:
– يلا أيه يا أيهم !!
تنهد ثم اتجه إليها يرفع عنها الغطاء يرفع جسدها إليه ثم أمسك بالروب الخاص بها يعاونها بارتدائه بهدوء وهي تتجاوب معه باندهاش ثم أمسك يدها متجها بها إلى خارج الجناح وهو يقول:
-هناكل.. مش إنتي جعانه !
عقدت حاجبيها تقول وهي تجذبه للعودة:
– ليه ماآ كل أي حاجة من التلاجة الصغيرة !
جذبها بقوة لترتطم بصدره متأوهة من فعلته وهمس أمام شفتيها:
– لا هناكل من المطبخ تحت.. عندك مانع !

حدقت برماديتيه لوهلة ثم كادت أن تعترض فقبل شفتيها يقول بهدوء:
-عندك ماانع !!
هزت رأسها بالسلب لتسير معه بهدوء وهو غير غافل عن تلك الأعين التي كادت تلتهمها معااا !!!

رواية لهيب الهوى الحلقة الثانية والعشرون

جلست أعلى الفراش تضم ركبتيها إلى صدرها تتأمله بنومه الهادئ تارة وتراقب صغيرها عبر تلك الشاشة تارة أخرى.. لم يعد هو الشخص الوحيد الذي يملك هوس بعشقها بتلك الغرفة.. فهي أصبحت تتنفس بعشق ذلك الرجل … أين كان منذ زمن … !!

تم نسخ الرابط