السودان على حافة النار.. تفاصيل المشهد السوداني الخارقة للمألوف!
جنى حميدتي ثروة كبيرة مكّنته من تشكيل ميليشيا قبلية تنافس ميليشيات قبلية أخرى، وعند اكتشاف الذهب في جبل عامر سيطرت ميليشياته على مناجمه.
بدأت حياة حميدتي السياسية والعسكرية مع ميليشيات الجنجويد التي ارتكبت أسوأ الفظائع في إقليم دارفور بغرب البلاد، وهي الميليشيات التي ترتبط باسم موسى.
بعد استقرار الأوضاع في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان اتجهت قوات الدعم إلى مجال مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية صوب قارة أوروبا، الأمر الذي قدم اسم حميدتي للعالم، وأكسبه رضا بعض الدول الأوروبية والأسرة الدولية.
ولدى اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد البشير في أبريل 2019، استدعى الرئيس المعزول قوات الدعم السريع للسيطرة على الاحتجاجات، وحدثت المفاجأة: رفض حميدتي مواجهة المظاهرات، وترك صديقه الرئيس لمصيره.
بعد أيام كان حميدتي يشارك في الحكم بالمرحلة الانتقالية، وصديقه الرئيس في السجن. وشاركت قواته في إحدى أبشع المذابح في تاريخ السودان الحديث، وهي مجزرة القيادة العامة.
يومها قامت "الدعم السريع" بفضّ اعتصام القيادة العامّة بشكلٍ عنيف ما تسبّب في مقتل أكثر من 100 محتج سلمي وإصابة المئات، ونسبت إليها تقارير صحفية ارتكاب جرائم بشعة بحق النساء والرجال، ونهب منازل المدنيين في العاصمة ومدن أخرى في نفسِ يوم المجزرة.
بعدها وقَّع الفريق دقلو مع البرهان الاتفاق الإطاري مع أحزاب عدة من قوى الحرية والتغيير وأصبح من أقوى الداعمين لتطوير هذا الاتفاق إلى نهائي لتشكيل حكومة مدنية وانسحاب العسكر من الحكم.
الصراع بين “حميدتي” و"البرهان"
تطورت قوات الدعم السريع إلى ما هو أكبر بكثير من مجرد رعاة مسلحين؛ إذ بدأت الحكومة الاستعانة بالقوة التي يبلغ قوامها 70 ألف مقاتل، حسب بعض التقديرات، لوأد أي تمرد في السودان وكذلك للقتال لجلب المال في حرب اليمن التي كان يشنها تحالف خليجي بقيادة السعودية.
أصبح للجنرال حميدتي مصالح تجارية في تعدين الذهب والمقاولات وحتى شركة لتأجير سيارات الليموزين.
أصبح سياسيًا نشطًا يتنقل بين منطقة القرن الإفريقي والشرق الأوسط للقاء القادة العسكريين والسياسيين.