امرأة لا تخشى الوداع بقلم الكاتبة مــروة أحمـــد
تتســائلين عــن كيفيــة هــذا التعــاون،وأنــا ســأخبرك
أوال:ال تخرجــي مــن هــذه الغرفة بمفــردك،ال تخرجي
إال أذا اصطحبتــك معــى.ثانيــا:ال تصــدري أصواتــا
مــن اجــل الطعــام كمــا فعلتــي منــذ قليــل،نعــم اعلم
انــك جائعــة وســأحضر لــك الطعــام إلــى غرفتــى.
ًوســأخذك معــى أيضــا إلــى بيــت الراحــة ولكــن
اضمــن لــك البقــاء بعــده.نعــم البقــاء ســيكون مؤقتــا ً
فيــه بحريــة،فانــت صغيــرة علــى ان تقضــى عمــرك
فــي هــذه القيــود.حســنا ابــق هنــا وســأذهب اآلن
ألحضــر لــك بعضــا مــن الكيــك اللذيــذ ..ششــش ال
ًتنســي التزمــي الهــدوء،ســأعود حــاال
على مائدة الطعام
قالــت األم:هيــا يــا نانســي اقتــريب لتحصلــي علــى
مــرت أكثــر مــن النصــف ســاعة المتفــق عليهــا،
نانســي تنفســت بعمــق وهــى تحمــد اهلل ســرا أن هــذا
الســيناريو لــم يحــدث،ثــم أجابــت:
_أشــكرك يــا أمــي ال ترهقيــن نفســك،كنــت فقــط
أجفــف مالبســي ليــس أكثــر .نانســي داخليا لنفســها
طريقــة إلقناعهــم بوجــود ذلــك الكائــن الصغيــر،
اســتمرت نانســي فــي شــرودها حتــى أفاقــت علــى
صــوت والدهــا وهــو يســألها _:كيــف ســارت دروســك
اخبرينــي ولمــاذا لــم تتصلــي ألحضــرك إلــى المنــزل
حيــن ســاء الجــو؟
أجابــت نانســي_:كان يومــي جيــدا منــذ الصبــاح،
ســرحت قليــا حينمــا تذكــرت أنهــا ربمــا أذا اتصلــت
بوالدهــا أو ركبــت ســيارة األجــرة لــم تكــن لتقابــل
تلــك الصديقــة الجديــدة،ابتلعــت قضمة مــن الكيك،
ثــم تابعــت حديثهــا ببعــض الهــدوء المصطنــع،لــم
كمــا تــرى،شــكرا علــى رعايتــك واهتمامــك.األب:
أتشــكريني علــى واجبــي؟ أنــت زهــرة القلــب يــا
نانســي وأخــش أن يصيبــك أى مكــروه.كانــت تســمع
تلــك الكلمــات التــي تتمناهــا أى فتــاة مــن والدهــا،
ولكــن أكثــر مــا كان يحزنهــا أن تلــك الكلمــات
ارتبطــت دومــا برفــض طلــب أو إلغــاء شــيئا تحبــه،
اآلن هــو ال يعلــم بأمــر قطتهــا ولكماتــه ال تحمــل هــذا
الرفــض،تراجعــت عــن أن تفاتحــه فــي أمــر قطتهــا
حتــى ال تفســد تلــك اللحظــة،أشــفقت عليــه مــن
القلــق والخــوف الــذي حملــه لنفســه منــذ ســتة
عشــر عامــا أو أكثــر عنــد مولدهــا،وشــعرت باأللــم
ألن هــذا الخــوف منعهــا مــن الشــعور بالحريــة،
ولكــن علــى أى حــال منحهــا أســرة محبــة،واآلن
لديهــا صديقــة،وهــذا بعــض مــا تحتاجــه اآلن ولكنــه
يكفــي،أنهــت قطعــة الكيــك وأخــذت مــا تحتاجــه
صديقتهــا (كريمــة) هكــذا أطلقــت عليهــا،وتوجهت
إلــى الغرفــة قائلــة_:شــكرا يــا أمــي.دخلــت نانســي
غرفتهــا موجهــه حديثهــا لكريمــه_:هيــا تعالــى لقــد
أحضــرت لــك طعامــك،ذلــك الــذي كــدت تفتضحي
أمرنــا حينمــا شــممته،يجــب أال تتــرك مخلفاتــك
علــى األرض وأال...ال ال أريــد أن أتخيــل هــذا علــي
أى حــال،كتمــت نانســي ضحكتهــا وهــى تــرى قطتها
تلتهــم كل الكيــك بمنتهــى الســرعة والشــهية،وحيــن
أنهــت طعامهــا قفــزت علــى يــد نانســي وتكــورت
بشــكل صغيــر ككــورة مــن الفــرو ثــم نامــت.مــا
هــذا؟ كائــن صغيــر يعتمــد عليهــا ويثــق بهــا وهــى
(تكــذب وتحتــال ) لتحافــظ عليــه،ألول مــرة
يكــون لديهــا ســرا تخفيــه عــن أســرتها،ولكنهــا
ذكــرت نفســها أنهــا كذبــة لمــدة 24ســاعه فقــط،
حتــى تذهــب بهــا للطبيــب وتطمئــن علــي ســامتها
وذلــك لســامتهم جميعــا.
المواجهة
أســتيقظت نانســي صباحــا مبكــرة حتــى تتمكن من
أخــذ كريمــة للطبيــب البيطــرى،أرتــدت مالبســها
مســرعة وعقــدت شــعرها بتوكــه إلــى األعلــى
وارتــدت نظارتهــا،ثــم بــدأت تبحــث عــن كريمــة في
كل أنحــاء الغرفــة وتهمــس بصــوت منخفــض كريمــة
هيــا،أيــن أنــت؟ كريمــة ..بــس بس بــس ..هيــا أظهرى
يجــب أن نتحــرك اآلن.وبينمــا هــي كذلــك فتــح بــاب
غرفتهــا،وســمعت صــوت أبيهــا يســألها:
_ عماذا تبحثين يا نانسي؟
_ أجابــت نانســي دون أن تســتدير،أبحــث عــن شــيء
ســقط منــى وأنــا أهــم بالنــزول.
األب:
هــل تقصديــن هــذا الكائــن وىف نفــس اللحظــة
ســمعت مــواءا لكريمــه،اســتدارت نانســي تواجــه
ابيهــا وهــى تشــعر أن قدميهــا غيــر قادرتــان علــى
حملهــا وتتمنــى أن يكــون كل ذلــك حلمــا بســبب
توترهــا،بادرهــا والدهــا قائــا: