امرأة لا تخشى الوداع بقلم الكاتبة مــروة أحمـــد
واآلن بعــد رحيلهــا أوصتنــي باإلعتنــاء بــك،كنــت
أتــى األيــام الماضيــة وأعطيــك ظهــرى فقــد كنــت
متذمــرا جــدا،فلقــد حصلــت منهــا علــى النصيــب
األكبــر مــن األهتمــام والرعايــة،إلــى أن جذبنــي
عطــرك اليــوم رغمــا عنــى،فأجدنــي علــى أعتابــك
امتثــل لرغبتهــا فــي العنايــة بــك.مهــا مــا هــذا
أم هــل تبكــى الريحانة؟هــل تبكيــن صديقتــك حيــن
علمتــي برحيلهــا !!يــا الهــى مــا هــذا الحــب؟
أنــا أيضــا أحببتــك أيتهــا الريحانــة وأتمنــى أن
تمنحينــي بعضــا مــن هــذا الحــب.
أحببت ريحانه
أي شادو
تختــار رؤى ظــل العيــون باهتمــام شــديد وتســتعمله
بإتقــان ومهــارة عاليــة،فهــي تؤمــن أن ظــال
العيــون أشــد ســحرا وتأثيــرا علــى شــعور الفتــاة
بثقتهــا وقوتهــا الذاتيــة مــن أي محاضــرة عــن القــوة
والتطويــر:رؤى فتــاة جامعيــة أنيقــة فــي الســنة
النهائيــة مــن كليــة الفنــون الجميلــة،يشــهد لهــا
لــم تكــن يومــا مثــل فتيــات تلــك األيــام الالتــي
يتمتعــن بالــدالل والرقــة،وال يضرهــا ذلــك،ولكنهــا
تــرى أن الفتــاة المعاصــرة التــي تنــوى علــى العمــل
وتفكــر بالدراســة والســفر يجــب أن تتمتــع بالقــوة
لذاتهــا واالحتــرام ذلــك األمــر الــذي لــم يكــن يقبله
فــي نفــس القســم إال أنــه لــم يكــن يقتنــع بأنهــا
ســتنزل إلــى العمــل بعــد التخــرج وممارســة العمــل
الجــاد األمــر الــذي أدى لفســخ تلــك الخطبــة مــن
شــهرين قبــل امتحانــات الفصــل الدراســي األول
بأســبوع واحــد بعــد الحــوار الــذي احتــد بينهــم فــي
األوىل،بــدأ تعــارف رؤى ب رائــد منــذ 5ســنوات
حينمــا جمعهــم سيكشــن تصويــر واحــد ...لفــت
انتباهــه ثقتهــا العاليــة وتركيزهــا على ضبط عدســات
الكاميــرا والتقــاط زوايــا مبهــرة لنفــس الشــيء الــذي
يلتقــط لــه صــورا بــكل المجهــود الــذي يبذلــه وال
رائــد يتابعهــا شــهرا كامــا يجتمعــون فــي األماكــن
نفســها للتصويــر ولــم تلحظــه رؤى ابــدا،فهــي لــم
تبــد اهتمامــا حقيقيــا لشــيء ســوى عدســتها،بينمــا
رائــد كان فــي خــال شــهر قــد اســتحوذت رؤى على
تفكيــره تمامــا خصوصــا تلــك العينــان الســاحرتان
المزينتــان بظــال الجفــون:عاشــت رؤى طفولــة
صعبــة،ولــدت بدولــة الكويــت الشــقيقة ألســرة
مصريــة ســافرت فــي العقــود المبرمــة فــي التعــاون
المصــري الخليجــي كانــت رؤى االبنــة الكبــرى ولها
اخــت تصغرهــا بعاميــن،وىف البدايــة كانــت حياتهــم
مســتقرة التحقتــا بالمدرســة االبتدائيــة المشــتركة
ثــم انتقلــت رؤى للمدرســة المتوســطة(اإلعدادية)
واكن لهمــا العديــد مــن الصديقــات واألصدقــاء مــن
كل الجنســيات إلــى أن حــدث فــي ذات يــوم ذلــك
العــدوان علــى البلــد الصغيــر الهــادئ ليســتيقظ
الجميــع علــى صبــاح لــم تشــرق لــه شمســا،تتزاحــم
الطائــرات فــوق ســماء البلــد الــذي امســي هادئــا
وأصبــح خائفــا مشــتعال،تحجــب األدخنــة األفــق،
تأثــر منزلهــم بهــذه الطلقــات كمــا توقــف عمــل الوالد
ولك مــا اســتطاعوا الوصــول إليــه هــو أقــرب معبــر
بكثيــر مــن الخــوف والجــراح حتــى عبــروا كباقــي
الالجئيــن ثــم أرســلتهم تلــك المينــاء الشــقيقة إلــى
مينــاء مصــر بالباخــرة،اختلفــت الحيــاة تمامــا بعــد
عودتهــم وحقــا قامــت األســرة بمجهــودات مكثفــة
حتــى يتعافــون مــن هــذه الصدمــة جميعــا،بحــث
األب عــن عمــل جديــد واضطــر أن يقبــل بــأى عمــل
وجــده متاحــا فــي ذلــك الوقــت حتى وهــو براتــب اقل
بكثيــر ممــا كان يحصــل عليــه فــي مصــر نفســها
قبــل الســفر،ادى ذلــك إلــى بيعــه لقطعــة أرض كان
يدخرهــا واشــترى بــدال منهــا ســيارة(تاكس) حتــى
يســتطيع أن يوفــر الطلبــات العاديــة لألســرة،ســاعده
علــى ذلــك زوجتــه ســحر المحبــة الحنونــه،فلــم
تكــن تشــكو مــن غيابــه الطويــل عــن المنــزل ولــم
تتذمــر مــن ســوء الحــال،كمــا بحثــت عــن عمــل
بالتدريــس ولكــن لــم تتمكــن مــن االنتظــام فــي
مدرســة حتــى ال تتــرك الفتاتيــن فــي هــذه الظــروف
النفســية العصيبــة بمفردهما فلجئت إلــى مجموعات
التقويــة بالمنــزل فــي مــواد العلــوم والرياضيــات فهــي
كانــت مثــل رؤى ابنتهــا مهندســة ديكــور ولكنهــا
ســافرت ولــم تــزاول المهنــة لــم تكــن رؤى تفهــم
فــي ذلــك الوقــت مــا حــدث لهــم،ولكنهــا أدركــت
أن حياتهــا اختلفــت اختالفــا كبيــرا وأنهــا لــم تعــد
تلــك الطفلــة المدللــة واســتطاعت أن تتقبــل
ذلــك بســبب صبــر والدتهــا وحثهمــا علــى تحمــل
الظــروف الجديــدة وعــدم الضغــط علــى أبيهمــا
فــي متطلبــات إضافيــة،ذاكــرت رؤى باجتهــاد فقــد
قــررت أنهــا ســتجتهد وتنهــى دراســتها ثــم تســافر
للعمــل بــأى دولــة وقــد تعــود لمســقط رأســها فهــي
لــم تنســاها ابــدا،فقــررت أن تجــرب العمــل بمكتبــة
بجانــب دراســتها حتــى تســتطيع أن تســاعد نفســها
وأســرتها الصغيــرة،فكانــت منــذ الصــف األول
الثانــوى تنهــى مدرســتها وتذهــب للمكتبــه تعلمــت
فيهــا أصــول تصويــر الــورق وطبــع النســخ العلميــة
واكنــت تتقاضــى أجــرا زهيــدا مقابــل مــا تقــوم بــه،
وتذاكــر أيضــا أثنــاء وجودهــا بالمكتبــة،ولكنهــا
كانــت تســتعمل هــذا األجــر الرمــزي كمصــروف لهــا