رواية مزيج العشق (الفصول كاملة) بقلم نورهان محسن
في شركة البارون ديزين
دخل أدهم الشركة بخطواته الواثقة إلى الشركة،
و تسير بجانبيه كارمن ونادين التي كانت على وجهها ابتسامة متعجرفة من النظرات الإعجاب التي لاحظتها من الموظفين.
أما كارمن فقد كانت خائفة عندما دخلت إلى الشركة، لم يكن هناك فرق كبير منذ آخر مرة كانت فيها هنا، لكنها كانت حينها زوجة عمر، والآن تدخلها كزوجة لصاحب الشركة وشقيق زوجها الراحل.
خرجت من دوامة افكارها متفاجئة عندما شبك ادهم أصابعه بأصابعها وهو يضغط عليها برفق، وكأنه يرسل رسالة صامتة بأنه بجانبها، لكنه لم يقصد ذلك بشكل تام لأنه كان يشعر بالغيرة تتوقد في داخله من نظرات الموظفين لها.
نظر إليهم بنظرة ثاقبة يعرفونها جيدًا، فإنتبه الجميع يواصلون عملهم وهم في حالة اضطراب وخوف من غضبه.
مطت نادين شفتيها بتعالي وغادرت معها، تمشي بغطرسة، وتتنفس بغضب، لم يكن هذا ما كانت تخطط له، لكن لا بأس، ستجد طريقة لإصلاح الأمور وضرب هدفها بالإحتراف.
أما أدهم فدخل إلى المصعد مع كارمن
ادهم بإبتسامة حانية: ليه كل التوتر دا !! اهدي شوية
كارمن بخجل: هو باين عليا اني متوترة اوي كدا
ادهم بخبث: واضح اوي من ايدك المتلجة
لاحظت أنه لا يزال يمسك يديها بيديه، وهو يربت عليها بحنان، ويقول بصوت دافئ: انا معاكي خطوة بخطوة في كل حاجة اتفقنا
كارمن بتساءل: هو انا هيبقي مكتبي فين ؟
ادهم بهدوء: مؤقتا هتقعدي في مكتبي لو تحبي او في مكتب السكرتيرة لحد ما اجهزلك مكتبك
كارمن بدهشة: طيب ليه ما اخدش مكتب عمر !!
اجاب بثبات كأنه توقع منها هذا السؤال: لإني طلبت تجديد المكتب بالكامل وماتنسيش انك في فترة تدريب.. لما تبقي جاهزة هتستلمي مكتبك
نفخت في حنق، فهو لديه إجابة على جميع الأسئلة، واستمرت في المشي بجانبه بهدوء.
في الصعيد بمنزل الحج عبدالرحمن الشناوي
بعد الإفطار، تجلس روان مع والدتها وعمتها وهم يتحدثان بعد أن غادر الجميع للعمل
حنان بعبوس: الواد ماجد اتوحشتو اوي يا خيتي حاسه ان البيت هادي قوي
حياة بتأييد: عندك حق هو دايما عامل حس للبيت ربنا يحميه.. بس يعني هي اول مرة يسافر يا حنان وبعدين ما انتي كلمتيه امبارح واطمنتي عليه
حنان بقلق: مش عارفه ليه حاسه ان في حاجة مخبيها عننا خصوصا بعد اجتماعاته هو وابوه الكتير في الايام اللي فاتت
روان بمزح: خايفه لا يكون متجوز عليكي في مصر يا حنون ولا ايه
حنان بغيظ: انكتمي يا بت بلاه الحديث الماسخ ديه
روان بجدية: انتي شغله بالك كدا ليه يا ماما.. ماجد مش صغير اكيد عنده سبب وهنعرفه في الوقت المناسب
حياة بهدوء: عندها حق البت خلاص يا حنان بلاش تقلقي نفسك علي الفاضي مش قالك انه راجع انهارده !!
حنان بإصرار: ايوه وهعرف منه اول مايرجع ايه اللي بيحصل من ورانا
ضحكت روان قائلة بمرح: امي دي طالما حطت حاجة في دماغها مش هترتاح غير لما تجيب قرارها
حياة بإبتسامة حنونة: سيبك منها المهم عاملة ايه مع جوزك يا بنتي مش ناويين تسافرو كام يوم قبل دراستك ما تبدأ
حاولت اخفاء حزنها وردت بهدوء: الحمدلله يا عمتي احنا تمام بس مش هنلحق فاضل ايام قليلة ولازم اجهز نفسي
ظهرًا في شركة البارون
نظرت إلى المنظر الجميل أمامها من نافذة مكتب أدهم، ثم نظرت إلى ساعتها بملل.
مرت ساعة منذ أن تركها أدهم في مكتبه مع مجموعة أوراق لمراجعتها ليتمكن هو من حضور الاجتماع، لكنها ضجرت من الانتظار.
بدأت تفكر في الحرباء الجالسة بالخارج التي تدعى ياسمين منذ أن عرفها عليها بأنها زوجته، وهي تتصرف بدلالxزائد أمامها معه، لم تعجبها تحركاتها أو طريقة حديثها هذه مع أدهم، كما أنها كانت تتحدث عن مواعيده اليوم بطريقة ناعمة ورقة فائقه اثارت غيرتها بشدة.
زفرت غاضبة من نفسها بسبب أفكارها الحمقاء، ودار حوار بينها وبين نفسها
كارمن: انا ايه اللي بفكر فيه دا من امتي ودا تفكيري اصلا.. اكيد دا من التوتر بتاع اول يوم شغل
النفس: شغل ايه يا كارمن انتي صحيح كنتي خايفه من الشغل بس بعد ما طمنك ادهم راح قلقك منه.. بس ياتري ايه سبب غيرتك من السكرتيرة اللي برا دي ؟
كارمن: ايه الهبل دا انا هغير عليه ليه؟
النفس: يمكن بتحبيه مثلا.. الغيرة دايما دليل علي الحب.. ليه استفزتك اوي البت دي بدلعها المايع عليه وايه تفسيرك لما بيكون قريب منك قلبك مابيبطلش دق؟
كارمن بتعب: انا اكيد اجننت ايه اللي بقوله دا مينفعش احبه مش هستحمل افقده هو كمان
استغفرت ربها وهي تنهدت بحزن، وفجأة خطرت على بالها صديقتها التي تعمل في الشركة هنا، واتجهت خارج المكتب في محاولة للهروب من مشاعرها.
في شركة مراد
يجلس بهدوء ويتفحص الأوراق أمامه.
سمع رنين الهاتف فأجاب بمجرد أن رأي الرقم
مراد ببرود: ها ايه الأخبار عندك يا ياسمين في جديد
همست ياسمين بهدوء وهي تقف في حمام المكتب فهي خشيت ان يسمعها احد بالخارج: ايوه يا باشا مدام كارمن جت الشركة انهاردة مع ادهم بيه
مراد بإهتمام: وبعدين
ياسمين: ابدا هو راح يحضر اجتماع وهي قعدة في مكتبه
مراد: تمام تابعي كل حاجة بتحصل عندك وبلغيني فورًا واي فرصة توقع بينهم تستغليها زي مافهمتك
ياسمين بطاعه: امرك يا باشا
يغلق الهاتف وهو يفكر أنه يجب أن يقابلها وتراه، فيكفي اللعب من خلف الستار، ربما يستطيع أن يسيطر على عقلها ويجعلها تترك أدهم دون الدخول في صراعات لا داعي لها.
في مكتب السكرتارية
خرجت كارمن من مكتب أدهم، ومرت بجانب ياسمين التي خرجت من الحمام للتو وهي تعدل ملابسها.
توقفت لبرهة ثم التفت إليها وقالت بهدوء: انا هعدي علي صديقة ليا موجودة هنا في الشركة لو اتأخرت وادهم رجع قبلي بلغيه بكلامي
ياسمين بخبث: تمام يا فندم هبلغه
نعود الي منزل الحج عبدالرحمن
دلف جمال الي الصالة الكبيرة