رواية مزيج العشق (الفصول كاملة) بقلم نورهان محسن
بدأوا في التأرجح بسلاسة وخفة، وبعد ثوان اندمجت في هذا الجو الرومانسي من حولها.
ادهم بإبتسامة دافئة: طلعتي بترقصي حلو اهو.. اومال ليه الخوف دا كله؟
كارمن بضحكة خافته: بصراحة كنت مكسوفه شوية في الاول
رفع يدها التي يمسكها بيده إلى شفتيه ليطبع عليها قب،لة لطيفة، وينظر إليها في صمت، فإن لغة العيون هي أكثر ما يعبر عن الحب، ولأن العين هي مرآة الروح، وكان مبتسما وسعيدا بخجلها ورقتها التي تسحره.
ادهم بغمزة: براحتنا محدش له عندنا حاجة
مد يديه وربت على خديها الوردية التي تزامنت مع رقصهما، فأغمضت عينيها مستمتعة بدفء يده، وكأن حنان العالم كله تكمن في تلك اليد، ثم مرر أصابعه في شعرها، يداعب خصلاتها ببطء ونعومة، وقربها إليه ليستنشق رائحتها التي تثمله.
رفعت كارمن وجهها إليه ونظرت عيناها الزرقاوتين إلى عينيه بحب يغطي كيانها بدون كلمات.
كانت في عالم آخر، لا ترى سوى عينيه تشعان بحب لم تكن تعلم أنها ستلتقي به يومًا ما، وتشعر أن كل شيء رائع معه وبه.
لتنتهي الأمسية بقضاء لحظات جميلة محاطة بالدفء والعاطفة وانجذاب واضح تجاه بعضهم البعض.
غادروا المكان بقلوب سعيدة، وعندما وصلت بهم السيارة أمام القصر.
استندت كارمن عليه لتضع قبلة رقيقة بجوار شفتيه، ثم همست له بجانب أذنه بدلال أنثوي: انبسطت اوي بالسهرة.. شكرا حبيبي
قبلتها الناعمة مع تأثير كلمة "حبيبي" التي خرجت من شفتيها جمدته للحظة في مكانه، وجعلت دقات قلبه تخفق بجنون في صدره، لكن حالما استيقظ من صدمته، لم يجدها داخل السيارة معه، حيث فرت هاربة من جانبه دون أن يدرك.
نزل أدهم من السيارة وتبعها مسرعًا خلفها، وقبل أن تطرق باب القصر وصل إليها، ولف يده على خصرها وقربها منه، ثم قبّل شعرها وهمس بحنان: العفو يا قلب حبيبك
ابتسمت كارمن بسعادة، وهي بين يده التي احتوتها، وشعرت أنها في مأمن معه حقًا.
دخلوا القصر معًا ليفاجأ الاثنان بالشقراء التي تجلس أمامهما، وتضع قدمها اليمنى بإغراء على يسارها، بفستانها الأحمر المرتفع لقبل ركبتها بكثير، ويكشف بسخاء عن مفاتن جسدها الرشيق.
نهاية الفصل الثلاثون
السهرة الرومانسية
الفصل الحادي والثلاثون (غرق لذيذ) مزيج العشق
في قصر البارون
دخلوا القصر معًا ليفاجأ الاثنان بالشقراء التي تجلس أمامهما، وتضع قدمها اليمنى بإغراء على يسارها، بفستانها الأحمر مرتفع لقبل ركبتها بكثير، ويكشف بسخاء عن مفاتن جسدها الرشيق.
كانت نادين جالسة على الكنبة بإسترخاء، وتبدو في حالة سكر شديد، وأمامها زجاجة نبيذ وكوب في يدها اليسرى، بانتظار وصولهم.
تحدثت نادين بلسان ثقيل، وقامت من مكانها، وسارت نحوهما مترنحة في مشيتها: انت اتأخرت ليه كدا يا حبيبي وسايبني لوحدي.. تؤ تؤ انا زعلانه منك اوي
قلب أدهم عينيه، وهو يتنهد بملل من تكرار ذلك المشهد والسيناريو الذي سئم منه حقًا.
على عكس حالة كارمن التي صُدمت بشدة من الوقاحة التي تراها من نادين، لم تكن تعلم أنها تشرب الكحول من الأساس.
ادهم بإزدراء: انتي اتجننتي يا نادين ايه اللي انتي عاملة في نفسك دا ؟
نادين برقه متصنعه: كنت عايزة اتكلم معاك شوية يا بيبي
زفر أدهم ونظر إليها، ليقول ببرود، راغبًا في إنهاء هذه الفقرة بسرعة: ماشي
نظر إلى كارمن، التي كانت تقف متجمدة في مكانها، تحاول السيطرة على نفسها حتى لا تنقض على تلك الإنسانه الوقحة وتنتف شعرها، ثم أمال رأسه قليلًا وقبل خدها قائلًا بنبرة هادئة: استنيني هنا مش هتأخر عليكي
تمتمت بإبتسامة باهتة: لا انا هطلع اشوف ملك
غادرت كارمن، وتركتهم دون أن تسمع رده، لتظهر علي شفتي نادين ابتسامة خبيثة.
قالت نادين بدلال، وهي تقترب منه، وتضع يديها خلف رقبته: تعالي نروح علي جناحي يا حبيبي
صاح أدهم بحدة، مبتعدا يدها عنه، ورجع خطوة إلى الوراء: انتي عايزة توصلي لإيه بالظبط من عمايلك دي يا نادين؟
رمشت نادين بتوتر من هجومه العنيف عليها كالمعتاد منه، ثم صاحت به في عصبية: جرا ايه يا ادهم بتزعقلي ليه.. مش كفاية خرجت مع الهانم وانا عمرك ماخرجتني معاك في اي سهرة
ادهم بإشمئزاز: لاني ماليش في سهراتك رقص طول الليل وشرب واماكن زبالة مش مناسبة لزوجة محترمة تكون فيها اساسا.. القرف اللي انتي عايشة فيه دا خلاص مش هقدر اتحملو كتير
صاحت نادين في سخط، وعيونها حمراء من الشرب: ما انت عارف اني كدا من الاول وماحاولتش تسيبني.. فجأة كدا دلوقتي مش قادر تستحمل..
اردفت بحقد: اكيد عشان خاطر الهانم طبعا
نظر أدهم اليها بإمتعاض، وهو يزم شفتيه في خط مستقيم، ثم قال أدهم بجمود وحزم: من الاول كنت واضح معاكي لو مش متقبلة الوضع اللي انتي اختارتي حياتنا تمشي عليه بسبب بتصرفاتك دي يبقي نسيب بعض بهدوء
نادين بخوف وضعف: لا يا ادهم انا مقدرش ابعد عنك ماتسيبنيش خلاص مش هتكلم في حاجة.. بس من فضلك وصلني لجناحي مش هقدر اطلع لوحدي
أغلق أدهم عينيه بقلة حيلة، ثم رفعها بين ذراعيه، وأخذها إلى الأعلى دون أن ينبس ببنت شفة معها.
عند كارمن
صعدت كارمن الدرج بحذر من الكعب الذي ألم قدميها للغاية، ثم تمتمت بحنق لنفسها، ووجهها أحمر من شدة الغضب المكتوم داخلها: يا نهار اسود عليا وعلي حظي انا كان مستخبيلي دا كله فين ياربي.. هلاقيها من نادين ولا ياسمين ولا الزفته رانيا دي كمان.. هلاحق علي مين ولا مين.. قربت اجنن وبقيت بكلم نفسي
دخلت غرفة والدتها بهدوء حتى لا تزعجها، واستدارت بعد ان اغلقت الباب لتتفاجأ بإيقاظها، وجلوسها في منتصف السرير، وهي تحمل القرآن الكريم في حضنها، ويبدو انها كانت تقرأ به وتوقفت عند دلوف كارمن.
كارمن بدهشة: معقولة يا ماما صاحية لحد دلوقتي
ابتسمت مريم بنعومة وقالت بحنان: من امتي يا قلب ماما بعرف انام قبل ما اطمن عليكي.. هو صحيح ادهم معاكي ودا مطمني بس قلبي مايطوعنيش برده
اقتربت كارمن منها بصمت، ثم جلست بجانبها على السرير ذ وانحنيت عليها تعانقها بإرهاق، فهي الآن بحاجة إلى عناقها أكثر من أي شيء آخر.
بعد برهة تنهدت بحرارة، وقالت بحزن: ربنا يخليكي ليا يا ماما
سألت مريم بقلق، وهي تمسح شعرها بلطف، وقد شعرت أن شيئًا ما يزعج ابنتها: مالك يا حبيبتي حصل حاجة ضيقتك في الخروجة
خرجت كارمن من حضن والدتها، وأجابت عليها بغيظ عفوي: جينا من برا مبسوطين لاقيت اللي اسمها نادين سكرانه طينه وقاعدة في انتظارنا ولابسة فستان لا تقريبا دا قميص نوم وقال ايه...
ثم غيرت نبرة صوتها تقلد اسلوب نادين بدلال: عايزة اكلم معاك يا بيبي
عادت تتحدث بصوتها الطبيعي مردفه بإمتعاض: ودلوقتي هي تحت وادهم معاها
لم تتفاجأ مريم بما تسمعه فقد أخبرتها ليلي عن تصرفات نادين الخرقاء، لكن حدسها يقول إن هناك تطورًا في مشاعر كارمن تجاه أدهم.
رفعت مريم حاجبيها قائلة بمكر: بتغيري عليه منها صح؟
أومأت كارمن إليها، وموجة من الضيق تجتاح مشاعرها من مجرد التفكير في أن يبقي أدهم مع نادين، ولا يعود إليها.
مريم بصوت هادئ: الغيرة اكبر دليل علي انك بتحبيه يا كارمن؟
ابتلعت كارمن غصه تشكلت في حلقها، ثم أجابت بصدق وألم، وامتلأت عيناها بالدموع: ايوه يا ماما بحبه الاحساس للي بحسه معه غير احساسي مع عمر خالص.. لما بكون معه او بفكر فيه قلبي بحس ان دقاته مختلفة.. بتعجبني سيطرته في كل حاجة حتي لو مش علي هوايا بكون مبسوطة بتعليقاته علي ابسط تفاصيلي.. بس دلوقتي حاسة اني مضايقة اوي من الغيرة اللي مولعه في قلبي.. مش عايزة ابقي انانية هي كمان مراته.. بس معرفش ليه بعد كل لحظة حلوة بينا بتدخل نادين وتحطمها كدا
تحدثت مريم، وهي تربت على يد كارمن بحنان: هو لو بيحبك بجد هيعرف ازاي يراضيكي يا قلبي وانا متأكدة انه بيحبك
همست كارمن بدهشة من ثقة والدتها العالية في حديثها، ولا تزال هي نفسها تشعر ببعض الشك حول مشاعر أدهم تجاهها: وانتي عرفتي ازاي ؟
مريم بمنطقية: تغييره من يوم جوازكم.. نظراته ليكي واهتمامه بيكي.. هو انا صغيرة يا بت ما انا حبيت قبل كدا واعرف اللي بيحب من نظرة عينه وانتي اكيد حاسة بكدا فبلاش تحطي حواجز بينكم
همست كارمن بصوت متعب: انا لو حطيت حاجز او اتنين في مية حاجز بينا برده يا ماما
أنهت كلامها، ثم نهضت وتوجهت إلى ابنتها، وقبلتها بحنان وربت بلطف على شعرها وهي نائمة.
مريم بتصميم: بلاش تستسلمي بسرعه يا كارمن دا جوزك وانتي مش صغيرة دافعي عن حقك فيه.. بس بلاش تكوني انانية وتشتتيه بالغيرة بسبب ومن غير سبب اتعاملي بهدوء معه.. خليكي انتي حضن حنين يهرب له من الناس كلها وهوني عليه.. الحياة وريته كتير كفاية عليه انه مستحمل وحدة زي نادين دا له الجنه والله
كلام والدتها جعلها تشعر بالراحة، فابتسمت لها ثم أمسكت بيدها، وقبلتها بحب كبير: ربنا مايحرمنيش من نصايحك يا ست الكل يا قمر انتي.. هروح اشوف جوزي بقي
ضحكت مريم بخفة: براحة يا مجنونه التقل صنعه برده ارخي وشدي بالقلب والعقل سوا
ارسلت كارمن لها قبلة في الهواء: حاضر يا مريومه.. تصبحي علي خير
مريم بإبتسامة: وانتي من اهله حبيبتي
عند ادهم
كالعادة الروتينية التي قد سئم منها.
غادر جناح نادين بعد أن وضعها على السرير وغطها، وقد غرقت هي في النوم، ولم تدري بأي شيئا من حولها، ثم توجه إلى الطابق الثالث الخاص به.
في ذلك الوقت...
خرجت كارمن من غرفة والدتها بعد أن هدأت قليلًا من كلمات والدتها السحرية، وصعدت إلى الطابق العلوي، وهي تفكر فيما إذا كان أدهم لا يزال مع تلك الشقراء أم لا.
لكنها شهقت بخفة عندما سحبتها يد فجأة من معصمها،xلتجد نفسها ترتطم بصدر أدهم الذي كان يقف عند باب الجناح منتظرا صعودها.
مرت لحظات قليلة قبل أن يبتعد عنها قليلًا، ليعطي لها مجال للتنفس، وهم يغلقون أعينهم، ويلهثون بشدة بعد تلك العاصفة التي اقتلعت كل ذرة عقل بداخلهم.
رفعت كارمن عينيها ونظرت إليه بعتاب، فهمس لها بشوق، وهو ينظر إليها ويلف ذراعيه بإحكام حول خصرها: وحشتيني اوي
زادت دقات قلبها من همسه الحنون الذي لامس شغاف قلبها، ثم تمتمت بغنج أنثوي: والله بأمارة ما فضلت معها وسيبتني
أضاف أدهم بهمس خطير، وهو ينظر إلى شفتيها المتورمتين من لهيب العاطفة التي تدفقت في أجسادهم: هو في واحد عاقل يسيب مراته في اول يوم حقيقي بجوازهم