رواية مزيج العشق (الفصول كاملة) بقلم نورهان محسن
برزت عينا أدهم إلى الأمام، وهو يحدق فيها بصد@مة حقيقية، لأنه توقع منها كل شيء بعد حركة نادين، باستثناء هذه التصرفات الجريئة منها أمامهم، لكنه ابتسم بدهاء من مكرها الذي أسعده وأرضاه كثيرًا، وهي علمت بذلك جراء عيناه التي إلتمعت بشغف نحوها.
قالت ليلي بابتسامة متلاعبة، وقد أحببت ما فعلته كارمن: ربنا يسعدكم يا حبيبتي
بعد بضع دقائق، أمام قصر البارون
أنهت كلماتها، ثم عبثت قليلًا في حقيبة يدها، وأخرجت منها شيئًا تحت عيون أدهم الذي يناظرها بحيرة
أخذ من يدها الصندوق الملفوف بأناقة، وحدق فيها بذهول، وسأل باهتمام: فيها ايه العلبة دي يا حبيبي
هزت كارمن كتفيها، وأجابت ببساطة: افتحها وانت تعرف
ثم ألتقطت احدي المصاحف من الصندوق، ووضعته امام زجاج السيارة من الداخل، قائلة بمحبة: مافيش افضل من كلمات الله عشان تحفظك من كل مكروه في اي مكان تروحو
قال أدهم بابتسامة، وعيناه تشعان لها بالحب والتقدير: ربنا يخليكي ويحفظك انتي ليا يا قلبي وكفاية عندي اني اشوفك قدامي دي احلي هدية في الدنيا
ثم أدارت رأسها إلى الوراء، ونظرت إلى السيارات المتوقفة في الخلف من خلال الزجاج المظلم للسيارة، وتمتمت مازحة: طب يلا اتفضل اتحرك.. احنا بقالنا كتير واقفين كدا الحراس هيفهمونا غلط
ضحك أدهم بصوت عال على مزحتها الطريفة، ثم سرعان ما سيطر على قهقهته، وهمس بابتسامة جذابة على شفتيه، بينما يقترب منها بمكر واضعا يده علي قمة المقعد خلف رأسها: مش متحرك ويفهمو اللي يفهمو مايهمنيش
إلتصقت كارمن في باب السيارة، قائلة بإرتباك مختلطًا بخجل مما ينوي فعله: ادهم مش وقت رخامة بقي لو سمحت
رفع أدهم حاجبيه، وابتسامة لا تزال على شفتيه، متمتما: لما تقوليلي الاول انك مابقتيش زعلانه مني
ابتسمت كارمن بهدوء، وقالت بنبرة متلاعبة أيضًا، بعد أن تأكدت قليلًا من أنه لن يكون متهورًا: لا لما اتأكد انك بقيت تفهمني ومش هتسيبني تاني لوحدي وتخلع
مال أدهم نحوها قليلًا، وقبل خدها بحب، ليهمس بجانب أذنها: اوعدك وغلاوتك عندي عمري ما هخلع ابدا
رفعت بصرها محدقة فيه، متسائلة ببراءة: والمرة الجاية هتاخدني معاك وانت مسافر
لثم ادهم جبينها بعمق، قائلا بنفس الصوت الخافت: مش هسافر بعد كدا غير وانتي معايا..
ثم قرص وجنتيها المشتعلة بأحمر قاني بخفة متسائلًا: ها لسه زعلانه
أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تجيب عليه، بينما تصاعدت الحرارة في وجنتاها، ممَ جعلها تشعر بالدفء والإسترخاء: من خوفي عليك كنت زعلانه منك
ثم أردفت بنبرة صادقة: ادهم انت نعمة ربنا عوضني بها عن كل حاجة اتحرمت منها في الدنيا وبحبك اوي
إلتمعت عينا أدهم من السعادة التي جعلت ابتسامة كارمن العاشقة تتسع أكثر، قائلًا بهيام في عينيها: وانا بعشقك يا عمري كله
جميل أن تكون شيء ثمين لدى شخص يخاف فقدانك يومًا.
بعد حوالي ساعتين في شركة "البارون ديزين"
في مكتب كارمن
جالسة أمام الكمبيوتر تقوم ببعض الأعمال، قاطعها دلوف مالك بعد أن طرق الباب.
مالك بصوت مرح: صباح النشاط علي مديرتنا
تركت شاشة الحاسوب ناظرة إليه، وردت بابتسامة على تحية الصباح: صباح الورد يا مالك
جلس مالك امامها قائلا بإهتمام: ايه الاخبار معاكي بالشغل
أومأت برأسها قائلة بهدوء: كله تمام انت لسه واصل
همهم مالك، وقال بلا مبالاة: ايوه عديت علي الشركة التانية خلصت شوية حاجات وجيت علي هنا..
ثم أردف، وهو يستعد للنهوض: اذا احتاجتي مني حاجة انا علي مكتبي
أوقفته كارمن، وهي تعبث في حقيبة يدها وقالت على الفور: ماشي.. استني قبل ما انسي
أخرجت الكتاب من حقيبتها، وقالت بمزح: خد وقول لمراتك ترحمني شوية من الزن
أمسك مالك الكتاب منها، وبدأ يفحص غلافه، وهو يتمتم: ماظنش انها هتبطل دي يدوب بتسخن
رفعت كارمن حاجبيها بدهشة وقالت بتساءل: ازاي يعني؟
نظر مالك إليها محاولا كبح ضحكته، وقال على مضض: الهانم طالبة مني اجيبلها رنجة
اتسعت عيناها، وقالت بإيماءة صغيرة من رأسها: انت بتهزر صح
قال مالك بضحكة خافتة: والله بجد شكلها بتتوحم
تمتمت كارمن بغيظ: ازاي البت دي ماتقوليش
اجاب مالك، وهو يستقيم في جلسته: احنا هنروح بليل للدكتور واذا الخبر صحيح ان شاء الله هتقولك بنفسها
دخل أدهم المكتب فجأة بهدوء، وهو يغمز بعينيه إلى كارمن التي فهمت معنى تلك الإيماءة، ثم سعلت بعد أن أفلتت منها ضحكة صغيرة حتى لا ينكشف أمرها أمامه.
وأجابت علي مالك بنبرة عادية، وهي تكتم ابتسامتها بصعوبة: خلاص ماشي احم
هبط أدهم بكف يده على كتف مالك الجالس، ويولي ظهره نحو باب المكتب، ثم صاح في غضب أجاد تصنعه: انت قاعد تكركر هنا يا استاذ وسايب شغلك
اتنفض مالك من على كرسيه، وخفق قلبه بقوة من تلك المفاجأة، قائلا بدهشة مستنكرًا: بسم الله اللهم احفظنا.. انت طلعت منين يا اخي
انفجرت كارمن ضاحكة من التعابير المفاجئة على وجهه، والتي كانت مضحكة للغاية.
نظر أدهم إلى كارمن، وهو يشير بيده إلى مالك، وقال بتهكم ساخر: والله عال شايفه الاستقبال بيبقي عامل ازاي منه
هزت كارمن رأسها مؤيدة لزوجها في حديثه، وقالت بتسلية: دلوقتي عرفت يسر جابته منين اكيد اتعدت منه
صاح عليهم مالك بسخط: حيلك حيلك انت وهي هتتمسخرو عليا انا ومراتي كدا كتير
قالت كارمن بينما تمط شفتيها للخارج متصنعة الحزن، وتسبل عيونها: لا خلاص كفاية عليك اللي هتعملو فيك يسر
عبست ملامح مالك قائلا بحسرة: ربنا معايا
ثم قال موجها حديثه لأدهم: قولي صحيح انت رجعت امتي يا شبح
وضع أدهم يديه في جيوبه، وقال بفظاظة وغرور: بعدين هبقي اقولك انزل شوف المخازن دلوقتي.. عايز مراتي في كلمتين لوحدنا
جز مالك علي أسنانه من لهجته المتعجرفة، وقال بقهر: بتوزعني كدا عيني عينك
أومأ ادهم ببرود: اكيد
غمز مالك بخبث، وقال بإبتسامة: ماشي يا ابو الادهيم
زم أدهم شفتيه وشد علي قبضته بحنق من استفزاز مالك له، ثم تحرك قاصدا أن يلقنه درسًا عنيفًا، لكن فر مالك من أمامه في غمضة عين للخارج.
أدار أدهم رأسه ونظر إلى كارمن، التي كانت تغطي فمها براحة يدها لإسكات ضحكها عن زوجها الغاضب، الذي يبدو لطيفًا جدًا هكذا.
تقدم ادهم منها بإبتسامة جانبيه، وسأل بينما هو واقف امامها مباشرة: بتخبي ضحكتك ليه يا شقية؟
ردت كارمن بضحكة خافته بعد أن خفضت يدها، وإستندت علي حافة المكتب خلفها: قلقانه لا تمسك فيا.. مين هينجيني منك وقتها؟
نظر أدهم حوله، حيث كان جدار الغرفة مصنوعًا من الزجاج، ممَ يجعل الواقف من الخارج يرى الداخل بوضوح، وقال بتنهيدةx: لا اطمني انتي هنا في امان
تنهدت كارمن براحة، وقالت بإبتسامة رائعة: طب كويس انك قولتلي
مال أدهم بجسده عليها قليلًا، وهو يمسك خصرها بين يديه، وقال بينما كانت عيناه تتألقان بنظرة خبيثة: بس مش عايزك تاخدي كلامي بالثقة دي انا ممكن اتهور بعد الابتسامة اللي تجنن دي
جحظت عيناها فى رعب، وهي تحاول الافلات منه بإحراج، لكي لا يراهما أحد في هذا الوضع الحميمي، فقالت مبتعدة عنه قليلًا: لا وعلي ايه.. نلبس الوش الخشب ونتكلم في الشغل احسن