رواية مزيج العشق (الفصول كاملة) بقلم نورهان محسن
رفعت كارمن رأسها ونظرت إليه بشكل مباشر، وعيناها داخل عينيه اللتين كانتا تنظران إليها بحنان، لتشعر بالأمان يطوقها، قائلة بعفوية: وانا كمان بحبك يا ادهم
اتسعت عيناه بإنشداه، وهو يقرب اذنه منها قائلا بعدم تصديق: قوليها تاني كدا
ابتسمت له بخجل، وهمست الحروف ببطء: ب.ح.ب.ك
قام أدهم بلف جانبي رقبتها بيده برفق، هامسًا بنبرة تجيش بالعاطفة المخزونة بداخله: مافيش حاجة في الدنيا ممكن اقولها وتوصفلك اللي حاسس به دلوقتي.. انا بعشقك بجنون يا قلب ادهم
ابتسمت كارمن، لتقول برقة: خلاص انا مش زعلانة منك.. ممكن نبطل نتكلم في اللي فاتت ونبدأ من جديد مع بعض
لأنه كما يقال اغفر لمن تحب حتى تسعد روحك بتلك المغفرة، وابتعد عن الجدل واللوم الذي يقتل العاطفة ويجلس على عرش موتها، فكل إنسان يعرف بينه وبين نفسه عدد الأخطاء التي ارتكبها، لكنه يطمح دائمًا إلى بعفو حبيبه عنه.
لأن الجمال بلا طيبة لا يساوي شيئًا، وطيبة القلب ونقاؤه هما وحدهما ما يعوضان كل تلك الخسائر التي حدثت في حياة بعضهما البعض.
ارتجفت أوصالها عندما مرر أنامله على طول ظهرها، وشعرت بتلك القشعريرة اللذيذة تدب عبر جسدها بفعل لمساته الحانية.
ثم اردف بمزح: ومش مصدق ان انهارده مافيش نوم علي الكنبه
ارتجف كتفها بسبب الضحك الذي كانت تحاول كبته، ولم ترفع بصرها عن صدره، ليرفع هو ذقنها، وينظر إلى عينيها الزرقاوين، فوجد نفسه يغرق في بحارها العميقة، التي لا يريد النجاة منها الا بها.
ضحكت كارمن ضحكة صغيرة قائلة بخفوت: بعد الشر عليك.. الكنبة فعلا مش مريحة للنوم عليها.. معرفش انت كنت بتنام عليها ازاي وليه اصلا كنت موافق تنام عليها
وضع أدهم يده على جانبي وجهها ومسح بإبهامه على وجنتاها بلطف، يهمس بعشق ومكر: اومال كنتي عايزاني اسمع كلامك واعملك اوضة ليكي عشان اشوفك بالصدف.. مستحيل.. عارفه ان في حياتي كلها ماحدش خلاني اعمل حاجة مش علي مزاجي غيرك انتي يا مجنناني
ابتسمت كارمن في داخلها علي نبرة صوته المتملكة التي راقت لها كثيرا، ولقد أعجبت ايضا بذكائه في التفكير والترتيب، وكانت نظراتها إليه تفيض بالحب الحقيقي، ففي كل دقيقة تمرx تكتشف مدى تفهمه وصبره.
هبط على شفتيها المغريتين، التي فتحتا قسرا، كأنها تدعوه لتقبيلها، فاستجاب نداءها بلهفة متناولها بين شفتيه بنهم.
لم يكن يقبّل شفتيها بل يأكلها لإشباع جوعه وشغفه الذي جعله يقظا ليالي طويلة، متمنيا هذا القرب منها، وكان هذا اختبارا قاسيًا لقوة صبره منذ اليوم الأول لها داخل مملكته.
شعرت بأصابعه تداعب سحاب فستانها، ثم جردها منه وسط عاصفة مشاعرها ليسقط على الأرض، وهو ما زال يلتهم شفتيها، ثم بدأت تساعده على خلع سترته وتجريده من قميصه قبل أن يعود يمسكها به داخل احضانه مرة أخرى بنفاذ صبر، ويكمل جنونه بشفتيها، وهو يكاد يفقد عقله من آهاتها الخافتة ومجاراتها له في كل ما يفعله معها.
رفع جسدها بين ذراعيه بخفة، وقادها إلى السرير المريح، ووضعها عليه برفق، واعتلاها بجسده القوي.
تجولت شفتيه بين عينيها ووجنتيها، وشفتيها، موزعا قبلاته المتناثرة عليهم بتمهل يجعلها تحترق شوقا اكثر للمزيد، ثم مال على رقبتها البيضاء يتذوق ملمسها الناعم الذي يفقده رشده.
يرتشفها بشفتيه ويضع عليها صك ملكيته، ثم يقبل عظام الترقوة بشغف حتي جعل رغبتها تشتعل بجنون اكثر، واخذت تردد اسمه بصوت هامس مثير من شعورها بهيمنته عليها، وتود ان لا يتوقف عما يفعله بها بل ان يتعمق اكثر.
أحاطت برقبته ورفعت رأسه تجاهها لتجذبه إليها، ويجتاحها شعور قوي يغذي الروح ويتحكم في العقل يغمرها،، معتبرًا أن هذه كانت إشارة منها للتعمق معها في بحر من اللذة، ثم يغوص معها في رحلة خاصة للغاية مفعمة بالعشق والجنون، وأخيرًا
وتسدل شهر زاد عليهم الستار الأن، ولكنه لن يكون ستار النهاية بل انها بداية أحداث طويلة، وصراعات كثيرة ستحدد ما إذا كان هذا العشق الممزوج بالألم سيستمر أم سينهار ويسقط امام عقبات القدر.
نهاية الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون (زيارة مفاجأة) مزيج العشق.
في صباح مليء بأمل جديد
حياة جديدة تشرق في القلوب التي تسكن قصر البارون، يوم يملؤه العديد من الأحداث قد تغير المصائر القادمة.
تملمت في نومها، منزعجة من ذلك الصوت الذي لا يريد التوقف، فتثاءبت بكسل، وحاولت الالتفاف إلى الجانب الآخر لإيقاف المنبه الذي يرن للمرة الثالثةx ، لكنها وجدت نفسها محاطة بساق ويد ممَ يعيق حركتها.
فتحت كارمن عينيها محاولة التركيز، لتحمر خجلا حينما أتت في ذهنها مقطتفات سريعة ممَ حدث الليلة الماضية.
نظرت إلى المنبه الموجود على المنضدة، واتسعت حدقتها فزعا من نومها طوال هذا الوقت وتأخرهما عن العمل.
وضعت كارمن راحة يدها على كتف أدهم وهزته بلطف، لتهتف بسرعة محاولة إيقاظه، وكان واضحًا أنه نائم بعمق ولا يدري بشيئًا حوله: ادهم اصحي احنا اتأخرنا علي الشركة يلا قوم
تململ أدهم بانزعاج وهو ينظر إلى الساعة، ثم حدق في تلك الفاتنة بقميصها الذي يكشف مفاتنها بإغراء، قائلًا بمكر ونعاس: دا مش وقت شركة اصلا تعالي هنا
جذبها لتستلقي بجانبه ثم، اعتل جسدها بجسده الضخم، ويسحب الغطاء عليهم ويختبئون معًا وراءه، ليغيبون مرة أخرى في بحار الهوى
بالأسفل
مريم وليلي تجلسان بجانب بعضهما البعض، وتجلس نادين أمامهما التي تشعر بصداع في رأسها من الإفراط في الشرب الليلة الماضية، ولا تتذكر شيئًا مما حدث على الإطلاق، مجرد ومضات مشوشة من حديثها المتهور مع أدهم.
ليلي بمكر: غريبة الساعة بقت 11 الصبح ولحد دلوقتي كارمن وادهم لسه مانزلوش يفطرو
تحدثت مريم بابتسامة سعيدة وهي تطعم ملك في فمها، متناسية وجود نادين: حقهم يتأخرو اكيد سهروا امبارح كتير مع بعض ربنا يسعدهم
ليلي: امين يارب
كانت نادين تحدق بهم بحقد وكراهية، وفهمت ما تعنيه ليلي بكلامها، واضح أن العاشقين بالأعلى يغوصون في بحار العسل لذا تأخروا على الإفطار اليوم.
تحدثت ليلي بغطرسة وقسوة، حيث أخبرتها إحدى الخادمات بما حدث الليلة الماضية: اسمعي يا نادين اخر مرة يتكرر اللي حصل امبارح ممنوع تشربي في وسط البيت بالشكل دا في اصول يا حبيبتي لازم تلتزمي بيها لانك مش لوحدك هنا في اطفال معانا زي ما انتي شايفه