رواية مزيج العشق (الفصول كاملة) بقلم نورهان محسن
أردف بحزم، ورفع يده أمامها عندما حاولت الكلام: ماتقطعنيش.. هو ماكنش عايز يعرفك حاجة ولا انتي ولا امي.. حالته كانت سيئة ولازم عمليه الدكتور اقترح انه يعملو العمليه في مستشفي بباريس وهو فعلا حضر نفسه عشان يسافر وانا كنت هاحصلو بعدها بيومين عشان محدش منكم يحس بحاجة غريبة
همست كارمن بصد@مة: يعني انت كنت عارف بالوصية مش كدا
هتف ادهم بصدق: ماعرفتش بوجود وصية اصلا غير لما جالي المحامي للشركة وبلغني.. ولا كنت اعرف باللي جواها الا لما اتفتحت قدامنا كلنا
استمعت كارمن إلى صوته الرخيم، مستطردًا حديثه: ماكنش ينفع اقول بعد موته بأن سفره كان للعلاج يا كارمن حطي نفسك مكاني واحكمي انتي وقتها كانت حالتك صعبه وامي كانت منهارة من حزنها علي ابنها كنت هبقي بزود الوجع عليكم
احتدت نظراته قائلا بغضب: انتي اتجننتي من الصد@مة باين عليكي.. عماله تخرفي بتقولي ايه
صمت ادهم قليلا وهو محدقًا بها، وقال بجمود: عايزة تعرفي السبب
تسائل أدهم بضيق، بعدما تملكته مشاعر الغيرة، وهو يكرر تلك الكلمات التي تسربت في عروقه كالسم: المفروض اعمل ايه لما اسمعك بتقولي انك حاسه بالذنب من ناحية عمر عشان قربتي مني يا كارمن
صر أدهم على اسنانه بغضب دفين حتى أنه اوشك على تحطيمهم، ليقول من بينهم: سمعت تحديدا الجملة دي يا كارمن
تصلب وجه كارمن التي ابتسمت بسخرية وقالت: طبيعي انك سمعت الجملة دي وبعدها اكيد مشيت لانك لو سمعت الجملة اللي بعدها او حتي الكلام من اوله ماكنتش هتعاملني بالطريقة دي.. بس ازاي وانت عايز بأي شكل تخليني غلطانه
رفع ادهم حاجبيه قائلا بإبتسامة جانبية: انتي شايفه كدا فعلا؟
هتفت كارمن بإنفعال: انا شايفة انك لو كنت سألتني عن اللي سمعته يا ادهم او حتي كنت اديتني فرصة ومارجعتناش هنا بالسرعه دي من الصعيد او حتي فضلت هنا يوم كمان كنت هقولك لوحدي علي نفس الكلام اللي حكيته لروان لكن انت هربت وسيبتني
ادهم بتعجب: كلام ايه دا!!
قالت كارمن بتفسير: قبل ما كل دا يحصل بليلة واحدة شوفت كابوس خوفني وخلي اعصابي تعبانه اكتر من الاول
ثم بدأت تخبره بكل شيء رأته في حلمها
واضافت: دا اللي كنت بحكيه لروان اللي فسرت الحلم علي انه مجرد توتر عصبي بسبب الضغوط اللي كنت بمر بها
ثم همست بنبرة تأنيب ممزوجة بقسوة: بس انت متسرع جدا يا ادهم واناني اوي مافكرتش غير في نفسك ومافكرتش انا حاسه بإيه او حتي عذرتني لو شايفني غلطانه
استدارت لتغادر المكان، وقد اختنقت بشدة لدرجة أنها لم ترغب في البقاء أمامه لفترة أطول.
وجدت يده تلتف حول معصمها، مما منعها من الابتعاد، فحدقت به بغضب لتجد نظراته عليها تبرز شرزا، هاتفًا فيها بغضب عنيف، وقد بدأت اعصابه تخرج عن سيطرته: رايحة فين.. مش انتي عايزة تعرفي كل حاجة من البداية.. اقفي هنا واسمعيني كويس.. الحقيقة هي اني بحبك من قبل ماتتجوزي اخويا
اردف أدهم بنبرة حادة، بينما يري عينيها تتسمر عليه بصد@مة، كأن دلوًا من الماء البارد قد سكب اعلى رأسها، لتفر الدماء من وجهها: بس لو اناني ومش بفكر غير في نفسي زي ماقولتي.. كنت اتجوزتك بدالو ولو غصب عنك.. بس انا مش حقير عشان اجبرك علي حاجة ولا افرض نفسي عليكي لو بعبدك.. ولا اقدر احطم قلب اخويا اللي مربيه ولا اكسر فرحته بإيدي واخدك منه.. وهروبي زي مابتسميه عشان كنت خايف ومتعذب.. لو كنت قادر استحمل كتمان حبك جوا قلبي زمان واعيش عادي.. بقي مستحيل اقدر اكتمه بعد ما ادمنت كل لحظة بتبقي فيها قريبة مني وفي حضني.. بعد ما قربت منك ولمستك.. بعد ماحسيت بإنجذابك ليا وفي نفس الوقت مش قادر الومك علي تشتتك وهواجسك اللي بتقولي عليها
أخذ نفسا عميقا قبل أن يواصل حديثه بنبرة أهدأ من ذي قبل، لكنه استمر في النظر إليها بعينه الداكنتين: كنت خايف تكوني استعجلتي لما قولتي انك بتحبيني.. كان لازم ابعد فترة عشان مابقاش ضاغط عليكي وتعرفي انتي عايزاني وبتحبني فعلا ولا اتقبلتي الوضع اللي انفرض عليكي وبتتعايشي معه وبس
همست كارمن بتحشرج من الدموع الكثيرة، التي تذرفها نتيجة كلماته التي أكدت مدى عشقه لها وعذابه لسنوات، وهي لا تعلم عنه شيئًا: المفروض بعد ماقرأت التقارير دي افكر في عمر وفي حياتي معه واحن ليه.. مش هو دا الصح.. بس انا لما شوفتهم مقدرتش افكر غير فيك انت.. كنت هموت اصلا من الرعب وانت بعيد عني.. من يوم سفرك وانا خايفة بس حاولت اصبر نفسي واطمنها أنك بتكلمني حتي لو من تحت درسك.. لكن لما عرفت الحقيقة اللي كانت مستخبية عني انهارت ومخي وقف
سألت بعد أن لم تتلقي منه سوى الصمت: برده لسه مش عارف اذا كنت بحبك ولالا ؟
تركته كارمن لتذهب، وتشعل إضاءة الغرفة القوية وركضت إلى المرايا لإحضار شيء منها، ثم عادت إليه وهي تقول بحنق، وأعطته في يده زجاجة العطر الخاص به: مش دي بتاعتك انت كنت سايبها كدا.. قبل ما انام كنت بملئ بها الاوضة وأرشها هدومي
ثم نظرت إلى ما كانت ترتديه وقالت بتهدج: تفتكر ليه لابسه ترينجك وبنام به كل ليلة لمدة اسبوعين..
كل اللي بعملو دا عشان ارتاح لو شوية من الكوابيس والافكار الوحشة المسيطرة علي عقلي وانا لوحدي وانت ولا داري اساسا بيا
أكملت حديثها بدموع، ونبرة صادقة تسللت إلى أعماق قلبه دون أدني مقاومة منه: انا بحبك اوي يا ادهم لما بكون قدامك قلبي بيرتبك وينتفض من مكانه ولما بشوف ابتسامتك بطمن ولما بتضمني في حضنك روحي بترتاح
حدقت فيه بعيون تلتمع بحزن، وأضافت بصوت هامس كما لو كانت تتحدث مع نفسها: انت بقيت جزء رئيسي في حياتي.. اقتحمتها فجأة بدون ارادتي وعلي المهل قربتني ليك.. بقيت قدامي طول الوقت احتليت عقلي وحصرتني لحد قلبي ما اتعود علي وجودك ولما بعدت مابطلش يوجعني ويسألني عنك انا مابقتش حتي عارفه امتي حبيتك
تلألأت الدموع في عينيه بتأثير شديد لاعترافها الذي أعاد قلبه إلى الحياة، واصبح ينبض بقوة من جديد.
كانت تنظر إليه، وصدرها يرتفع وينخفض من شدة إنفعالها بينما تنهمر دموعها بلا هوادة، فقال وهو يمسح وجهها براحة يده: حبات اللؤلؤ دول غالين اوي عندي.. انتي الوحيدة اللي قلبي فتحلها بابه رغم كل حاجة.. ماكنتش بفكر غير فيكي ودايما متابعك وبطمن عليكي من غير ماتحسي
أزاحت يده من على خدها بغضب، قائلة بقهر منه: موتني من الرعب لما مرديتش عليا وانت بكل برود بتقولي انك سافرت عشان تديني مساحتي وفرصة افكر في علاقتنا ها وخايف تكون بتضغط عليا وبتشوشر علي قراري