قلبه لا يبالي بقلم هدير نور

موقع أيام نيوز

فتحت ببطئ وهدوء باب غرفة المكتبه تطلع من شقه البسيط المفتوح باحثه عن طاهر لتشهق بصوت منخفض وقد بدأ جسدها بالارتجاف من شدة الخوف فور ان رأته يقف خارج الغرفه يمسك بذراعه المصاب بينما بتطلع بشرود الي الارض كما لو كان يفكر في امرًا ما لكنه سرعان ما رأته يلتف ويتجه نحو المخزن الخلفي وعلي وجهه يرتسم تعبير جعل الدماء تجف في عروقها فور تأكدها من اختفاءه اسرعت بالخروج من الغرفه واتجهت نحو الجناح الغربي للقصر حيث توجد غرفة فطيمه والدة داغر التي كانت مسافره منذ اكثر من اسبوع لدي شقيقها..

فقد كانت غرفتها هي أأمن مكان لها حيث لن يأتي بعقله انها تختبئ هنا…
لكن رغم ذلك ظلت في مكانها جالسه باحدي اركان الغرفه وعينيها مسلطه فوق الباب بخوف متوقعه ان يدخل طاهر عليها في اي لحظه رغم اغلاقها للباب جيدًا كان جسدها يرتجف بقوه اثر النوبه التي قد اصابتها بوقت سابق بعد هروبها من طاهر تنفست بعمق محاوله تهدئت خوفها فأول شئ ستفعله فور بزوغ النهار هو انها ستغادر هذا القصر لحين عودة داغر الذي ستخبره بكل ما فعله طاهر بها….
حتي وان لم يكن سيصدقها فعلي الاقل طاهر سوف يتراجع عما يفعله بها خوفًا من ان ينكشف امره لداغر…
انتفضت في مكانها فازعه فور سماعها اصوات ابواق الانذار التي تأتي من خارج القصر فعادة يكون هذا الصوت تابع لسيارات الاسعاف او الاطفاء…
اسرعت بالنهوض والتوجه نحو النافذه تنظر منها حتي تفهم ما يحدث لتجد انه بالفعل يوجد سيارات اطفاء ضخمه تقف بالخارج لتعلم بانه يوجد حريق بالقصر شعرت بالخوف يدب في اوصالها ركضت مسرعه خارج الغرفه تتجه الي الاسفل فاذا كان يوجد حريق فيجب عليها الخروج فورًا من هنا…
كانت تركض بالرواق عندما اصطدمت بقوه بشخص ما كان يأتي من الاتجاه المعاكس… تراجعت سريعًا للخلف بخوف والدماء قد انسحبت من جسدها فور ادراكها لهوية الشخص الذي اصطدمت به…
اقترب منها طاهر علي الفور قابضًا علي ذراعها بقسوه مانعًا اياها من الهروب جاذبًا اياها بحده لتصبح واقفه امامه مباشرة
همس بالقرب من اذنها بينما قبضته تشدد حول ذراعها
بقي كنت مستخبيه هنا يا ملعونه….
ليكمل بقسوه وعينيه محتقنه بشده فقد كانت تشبه بعين شيطان خرج لتوه من الجحيم
الحريقه اللي تحت دي كانت من نصيبك….بس فلتي منها….بس المره الجايه صدقيني مش هتفلتي لو بوقك ده اتفتح ونطقتي بحرف واحد لداغر عن اللي حصل…او بكل بساطه ممكن ادبر لحبيب القلب اللي قالب الدنيا عليكي تحت حادثة عربيه ولا رصاصه تخلص عليه علشان اضمن انــ…….

قاطعته داليدا هامسه بصوت مرتعش وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الهلع فهي لن تتحمل ان يحدث لداغر اي مكروه بسببها
مش هقوله حاجه…مش هقوله حاجه…

هز طاهر رأسه وعلي وجهه ترتسم ابتسامه راضيه
ما نشوف….
ثم دفعها بقسوه بعيدًا عنه قبل ان يكمل طريقه لنهاية الرواق اندفعت داليدا علي الفور راكضه والخوف يسيطر عليها وهي لا تصدق بانه حاول حرقها لتعلم بانها تواجهه مريض نفسي ويجب ان تتخلص منه….

فور وصولها اعلي الدرج تسمرت مكانها وقد بدأت الارض تميد بها فور رؤيتها للغرفه المحترقه بينما رجال الاطفاء يحاولون اخماد النيران اهتز جسدها بقوه فور تخيلها ما الذي كان سيحدث لها لو لم تهرب من هذه الغرفه..


جذب انتباهها عن الغرفه صوت صراخ داغر الواقف بمنتصف بهو القصر يصرخ بحازم والخدم
يعني ايه اختفت راحت فين انطقواااا…..
كان يبدو بحاله مزريه لم تراه بها قبل فقد كان وجهه شاحب بينما شعره المنظم دائمًا مبعثر الان باهمال وسترة بدلته قد اختفت بينما قميصه الابيض ملطخ ببقع سوداء كبيره لم تشعر بنفسها الا وهي تهبط الدرج بقدمين مرتجفه تتجه نحوه محاوله ان تستمد منه بعض الاطمئنان للخوف الذي يلتهم قلبها…
فور ان اصبحت امام داغر الذي كان يمرر يده بشعره بشده وعينيه للاسفل همست بصوت مرتعش متردد وقد بدأت دموعها التي كانت تحبسها لمده الطويله تتساقط من عينيها داعيه من الله ان يظهر لها ولو بعض اللطف فهي بأشد الحاجه الي حنانه
داغر….
رفع داغر رأسه بحده فور ان سمع صوتها اخذ ينظر اليها عده لحظات باعين فارغه متسعه كما لو كان يحلم او يرا سرابًا امامه همت داليدا بالتحدث اليه مره اخري شاعره بالقلق عندما وجدته لا يبدي اي ردة فعل
ولكن وقبل ان تنطق بحرف اخر اندفع نحوها دون سابق انذار يضمها بين ذراعيه بقوه دافنًا وجهه بعنقها بينما ذراعيه تحيط خصرها جاذبًا اياها ليلتصق جسدها بجسده بشده هامسًا باسمها بصوت مختنق متألم….
شدد من احتضانه لها مستنشقًا بقوه رائحتها والذعر والخوف من فقدانها لا يزال يعصفان بداخله مرر يده بلهفه فوق ظهرها متلمسًا اياها حتي يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمه وبين يديه لا يصدق بانه كاد ان يفقدها فعند تخيله لها ملقاه كجثه هامده داخل تلك الغرفه المشتعله كاد ان يفقد عقله لا يعلم سبب ما يحدث له لكن ما يعلمه جيدا انه غير مستعد ان يفقدها…
هبط جالسًا علي اولي درجات الدرج الذي كان خلفه وهو لا يزال يحتضنها قبل ان تخونه قدميه التي اصبحت كالهلام غير قادرتين علي حمله…
دفن وجهه بعنق داليدا التي كانت تستقر جالسه بحضنه مستنشقًا بقوه رائحتها وهو لا يزال يهمس باسمها بصوت منخفض كما لو كانت تعويذه يحاول ان يهدئ ذعره بها…
ضمته داليدا هي الاخري ممرره يدها بحنان فوق ظهره محاوله تهدئته فقد كان كامل جسده يرتجف بقوه…
قبل داغر جانب عنقها بقوه من اسفل حجابها بينما يجذبها الي جسده اكثر حتي اصبحت ملتصقه به كما لو كان يرغب بتخبئتها داخل صدره بينما هي الاخري احاطت ظهره بذراعيها تضمه بقوه متشبثه يديها بقميصه من الخلف تدفن به الخوف الذي تشعر به….
هتفت شهيره التي كانت تتابع هذا المشهد بوجه محتقن بالغضب
ما خلاص كفايه يا داغر في ايه…الناس واقفه…
لتكمل بحده بينما تنفض بعيدًا يد نورا التي كانت تقبض علي يدها تعتصرها بقوه بينما جسدها يهتز من شدة الغضب وعينيها التي ينبثق منها الحقد والغل مسلطه علي داغر الذي لا يزال يحتضن داليدا كما لو كانت كنزه المفقود
ما هي كويسه اهها ومفيش فيها حاجه…..
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف فور ان رفع داغر رأسه من فوق عنق داليدا زاجرًا اياها بنظره جعلت الدماء تجف بعروقها….
نهض داغر حاملًا بين ذراعيه داليدا صاعدًا بصمت بها الدرج متجاهلًا همهمات شهيره الرافضه فكل ما كان يهمه تلك التي بين ذراعيه والتي كان علي وشك يفقدها الي الابد…

همست مروه الخادمه بصوت حالم بينما تراقبهم يصعدون الدرج موجهه حديثها الي صفيه التي كانت تساعد ابنتها تمارا علي تناول كوب الماء بعد ان استعادت وعيها تمامًا
يا سلام شايفين كان خايف وهيتجنن عليها ازاي…
بقي ده داغر باشا قالب التلج المتحرك اللي مفيش حاجه بتأثر عليه ابدًا يبقى حاله كده…
نكزتها صفيه في ذراعها بتحذير مشيره برأسها بخوف نحو نورا التي كانت تستمع اليها وشرارت الغضب تتقافز من عينيها اسرعت مروه بالتنحنح قائله بكذب
يا خبر انا…انا شكلي نسيت اللبن علي النار…ما اروح الحقه قبل ما يولع في البيت هو كمان مش ناقصين ….
ثم اسرعت بالهروب من امامهم قبل ان تفجر بها نورا غضبها
هتفت نورا وراءها بغضب
لبن ايه اللي بتغليه الساعه بليل يا كدابه….
لتكمل هامسه من بين اسنانها بغل
الحيوانه…الحيوانه بتغيظني….
و ديني لأربيها….
ضغظت شهيره علي يدها قائله بحده
ولا بتغيظك ولا غيره يا نورا هي فعلًا عندها حق… كلنا اول مره نشوف داغر يبقي في الحاله دي …
لتكمل بصوت منخفض كما لو تحدث نفسها
ودي حاجه مطمنش ابدًا…
هتفت نورا بغضب التي سمعت كلماتها تلك
مطمنش ازاي….. يعني ايه؟!.

اجابتها شهيره مرمقه اياها بنظره جعلتها تصمت
يعني تخرسي خالص دلوقـ….
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان رأت طاهر الذي كان يقترب منهم هتفت بحده
انت كنت فين…و اختفيت فجأه كده…؟!
اجابها طاهر بغضب بينما يفحص بعينيه الغرفه التي تدمرت بسبب النيران…
كنت فوق هكون فين يعني ايه هو تحقيق…
لمست شهيره ذراعه قائله بارتباك
لا يا حبيبي مش تحقيق بس كنـ…
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان شعرت باللزوجه الساخنه اسفل يدها التي كانت تستقر فوق ذراع زوجها ابعدت يدها وقد شحب وجهها فور رؤيتها للدماء التي تلطخت بها يدها صائحه بذعر
دم…دم من ايه يا طاهر…ايه اللي حصلك…

ارتبك طاهر فور ادراكه ان الجرح الذي تأكد من تضميده جيدًا برقت سابق قد اصبح ينزف مره اخري مغرقًا قميصه الجديداجابها بارتباك واضح

مفيش..ده مجرذ جرح بسيط اتخبطت في الباب….

همست شهيره بشك

تم نسخ الرابط