قلبه لا يبالي بقلم هدير نور
لم يستطع داغر التحمل اكثر من ذلك لينفجر بالضحك فقد كانت تحاول ايجاد حل يخفف من اثار فعلتها..ضمها اليه مقبلًا جانب عنقها برقه هامسًا باذنها محاولًا تخفيف الامر عنها
فداكي مال الدنيا كلها…خلاص انسي اللي حصل…
شعرت داليدا برجفه تمر بجسدها فور سماعها كلماته الحانيه تلك فقد كانت تتوقع ان ينفجر بوجهها كاعصار من الغضب..لكنه كان عكس ذلك تمامًا..
يلا تعالي نطلع من هنا…
من ثم جذبها واتجه خارجًا الي البهو الداخلي للقصر …
ليجد شهيره ونورا جالستان كل منهما منشغله بالهاتف الذي بين يديها لكن فور رؤيتهم لهم انصب اهتمامهم عليهم….
اخذت عينين شهيره تتفحص يد داليدا الخاليه من الحقائب التي كانت تتوقع ان تعود محمله بهم ملئ يديها بعد ان اخبرتها فطيمه والدة داغر بانها ذهبت للتسوق
اومال فين الحاجات اللي اشترتيها ياداليدا…؟!
اجابتها داليدا التي عانقت ذراع داغر بيديها متشبثه به بينما تضم جسدها اليه مرمقه بطرف عينيها بنظره شامته نورا التي كانت تحدق بهم باعين تلتمع بالغيره والحقد
ملقتش حاجه عجباني….
لتكمل بينما تشدد جسدها الي جسد داغر معانقه اياه بقوه
علشان كده دغوري قالي انه هيخدني مخصوص فرنسا واعمل شوبنج هناك….
صح يا حبيبي….؟!
احاط داغر خصرها بذراعه مقربًا اياها منه بينما يتطلع اليها بشغف متمنيًا لو ان يكون. حقًا سبب ما تفعله الغيره عليه…اجابها بهدوء
صح يا حبيبي…
ليكمل دافعًا اياها نحو الدرج
يلا اطلعي انتي غيري هدومك وارتاحي …و انا هرجع الشركه عندي شغل كتير مستنيني….
تمام بس متتأخرش…عليا…
قبل جبينها بحنان وهو يغمغم بصوت منخض بالقرب من اذنها
حاضر يا شعلتي…مش هتأخر عليمي
صعدت داليدا الدرج وعلي وجهها ترتسم ابتسامه حقيقيه بسبب اهتمامه الواضح بها والذي كانت متأكد بانه ليس له علاقه بوجود ابنتا عمته
راقبت نورا داليدا الصاعده الدرج وهي تعض قبضة يدها بغيظ والغيره تتأكلها…
اهدي يا نورا شويه مش كده…كده غلط عليكي وعلي البيبي….
هتفت نورا بحده بينما تشير بيدها الي الدرج الذي كانت داليدا تصعده منذ قليل
انتي مش شايفه المسخره اللي بيعملوها…ده انا كنت مخطوباله اكتر من سنين وعمره ما حضني ولا دلعني ربع الدلع اللي بيدلعوهالها البت دي ايه لحست دماغه…بقي مش همه مين واقف قدامه وعمال يدلع فيها وهي تتسهوك عليه كده عادي….
غمغمت شهيره بصوت خافض بعض الشئ بينما تتطلع نحو شقيقتها بتردد
من اللي انا شايفاه…انه بيحبها يا نورا….و مش حب عادي كمان ده…..
قاطعتها نورا هاتفه بشراسه بينما تنتفض واقفه بغضب
جري ايه يا شهيره…انتي بتحرقي دمي انتي كمان…
لتترك المكان مغادره بخطوات مشتعله بالغضب وهي تهمهم بكلمات غاضبه ساببه داليدا بافظع الالفاظ…
!!!***!!!***!!!
بعد عدة ساعات…
وقفت داليدا فوق سطح القصر تضع التلسكوب الخاص بها معده اياه حتي تتابع خسوف القمر الذي سيبدأ بعد اقل من دقائق….
عندما بدأ هاتفها بالرنين زفرت بحنق بينما تخرجه فهي لا تريد شئ ان يعطلها حتي لا تفوت هذا الخسوف الذي يسميه البعض بالخسوف الدموي…
اجابت سريعًا عندما وجدت ان المتصل داغر الذي لم يعد حتي الان من العمل وصل اليها صوت داغر الغاضب
انتي فين يا داليدا…قلبت عليكي القصر ومفيش ليكي اثر….
اجابته داليدا بينما تحرك التلسكوب للامام قليلًا
انا علي سطح القصر…
هتف داغر بحده
بتعملي ايه عندك في وقت متأخرزي ده بعدين السطح سوره قصير وخطر ازاي تطلعي لوحدك….
قاطعته داليدا سريعًا عندما شاهدت الخسوف يبدأ
داغر..سلام دلوقتي الخسوف بدأ دقايق هخلص وهنزل علي طول متقلقش..
من ثم اغلقت الهاتف واضعه اياه بجيبها الخلفي من ثم اخذت تنظر من خلال التلسكوب باهتمام لكنها زفرت بحنق عندما وجدت انها لا تسنطيع رؤية الخسوف بشكل جيد من موقعها هذا مما جعلها تتحرك بالتلسكوب متحركه به للامام وهي لا زالت تنظر من خلاله متناسيه تمامًا السور الشببه منعدم الذي يفصل بينها وبين السقوط سوا خطوه واحده..و التي تحركتها داليدا فلم تشعر بنفسها الا وقدمها تنزلق من فوق السور لتندلع منها صرخه فازعه شقت سكون المكان من حولها وهي تسقط هاويه الي الاسفل نحو الارض التي كانت تبعد عن سطح القصر بمسافه ليست قصيره بالمره
يتبع….
الفصل الخامس عشر
اغلقت داليدا الهاتف مع داغر ووضعته بجيبها الخلفي من ثم اخذت تنظر من خلال التلسكوب باهتمام لكنها زفرت بحنق عندما وجدت انها لا تسنطيع رؤية الخسوف بشكل جيد من موقعها هذا مما جعلها تتحرك بالتلسكوب متخذه عدة خطوات للامام وهي لا زالت تنظر من خلاله متناسيه تمامًا السور الشبه منعدم الذي يفصل بينها وبين السقوط سوا خطوه واحده..و التي تحركتها داليدا فلم تشعر بنفسها الا وقدمها تنزلق من فوق السور لتندلع منها صرخه فازعه شقت سكون المكان من حولها وهي تسقط هاويه الي الاسفل نحو الارض التي كانت تبعد عن سطح القصر بمسافه ليست قصيره بالمره…
لم تشعر الا وهي تتشبث سريعًا
باحدي الاعمده الحديديه البارزه من سور السطح الخارجي ليصبح جسدها متعلق بالهواء..
تمسكت يديها بالعمود بقوه بينما تلهث بصوت مرتفع محاوله ادخال الهواء الي رئتيها التي انغلقت من شدة الذعر بينما الفزع والخوف يسيطران عليها اخذت تصرخ باعلي صوت لديها طالبه المساعده لكنها كانت تعلم بطريقه يائسه بانه لن يسمعها احد فقد كان هذا الجزء الخلفي من القصر …
اخفضت عينيها ببطئ تنظر برعب الي الاسفل لتجد ان المسافه التي تفصلها عن الارض كبيره جدًا لتعلم بانها اذا افلتت يدها وو سقطت للاسفل فلن تنجو…
انفجرت باكيه وقد ادركت انها لن تنجو شاعره بالم يكاد يحطم روحها الي شظايا فور تذكرها لداغر اخذت تهمس بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها داعيه الله ان تراه ولو للحظات قليله قبل موتها المحتم هذا..فقد كان الشخص الوحيد الذي يعنيها امره بهذه الحياه..فليس لديها احد اخر غيره يمكنها ان تحزن علي فراقه…
في ذات الوقت…
صعد داغر الي السطح بوجه مكفهر غاضب فقد عاد من العمل كل ما كان يرغبه فور وصوله للمنزل هو ان يأخذ داليدا بين ذراعيه ويستغرق بالنوم لمده لا تقل عن ساعه متواصله علي الاقل فقد ارهقه العمل كثيرًا
لكن ما ان وصل للمنزل لم يجد داليدا بأي مكان في جناحهم لذا قام بالاتصال بها علي الفور لتخبره بانها علي السطح وانها سوف تهبط للاسفل بعد قليل…
لكنه لم يستطع الانتظار وصعد علي الفور ليلحق بها فلن يستطع تركها بمفردها بهذا الوقت المتأخر في هذا المكان …
زفر بحنق بينما يصل الي باب السطح يفتحه وهو لا يمكنه فهم ما الذي تفعله تلك الحمقاء بمفردها هنا بمنتصف الليل..
دخل السطح اخذت تجول عينيه بارجاء المكان بحثًا عنها لكن كان المكان خاليًا تمامًا غمغم باحباط بينما يخرج هاتفه ليتصل بها مغمغمًا بنفاذ صبر