قلبه لا يبالي بقلم هدير نور
ضغطت بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يعصف به والذي اصبح لا يطاق بينما تشعر بالمرض والغثيان مما جعلها تنتفض واقفه مترنحه علي قدميها التي اصبحت كالهلام غير قادره علي حملها
انتفضت فطيمه واقفه هي الاخري مقتربه منها سريعًا هاتفه بلهفه وهي تمسك ذراعها
داليدا….
لكن داليدا نفضت يدها بعيدًا عنها بينما تتراجع الي الخلف بتعثر هامسه بصوت مرتعش ضعيف
راقبت فطيمه بقلق وجهها الشاحب الذي لا ينذر بالخير شاعره بالخوف والقلق عليها امسكت بيدها تقبض عليها بقوه بين يدها قائله بصوت يملئه الالم
انا عارفه انك فهمتي انه اتجوزك علشان يرد كرامته علشان سابته واتخطبت لغيره بس صدقيني يا حبيبتي…الموضوع مش زي ما انتي فاهمه….
لتكمل بيأس عندما بدا علي وجه داليدا عدم تصديقها
ابتعدت عنها داليدا متراجعه الي الخلفه بقوه رغم ترنحها وشعورها بالاغماء غير راغبه باستماع اي شئ او اي من مبرراتها تلك…
همست بصوت ممزق عاجز وقد بدأت
بدأت بالانتحاب مره اخري
انا …انا عايزه امشي من هنا…
لتكمل بينما تتلفت حولها كما لو كانت تائهه تبحث عن منفذ يمكنها الهرب منه
اسرعت فطيمه فور سماعها كلماتها تلك بجذبها من يدها مجلسه اياها بلطف فوق الاريكه مره اخري هاتفه بذعر بينما تجلس بجانبها
طلاق…طلاق ايه يا داليدا…
هتفت داليدا بصوت مرتفع بعض الشئ من بين شهقات بكائها الحاده
اومال عايزاني اعمل ايه…افضل عايشه مع واحد بيحب واحده غيري واحد اتجوزني بس علشان يغيظ واحده تانيه…
زفرت ببطئ محاوله تهدئت ذاتها قبل تتمتم بهدوء
انا عارفه انه صعب عليكي….بس فكري انتوا متجوزين بقالكوا اسابيع يعني ممكن تبقي حامل..
توقفت داليدا عن البكاء فور سماعها ذلك وقد تجمدت عينيها علي حماتها تتطلع اليها عدة لحظات بثبات وجمود قبل ان تنفجر فجأة بالضحك ليتحول بكائها الي ضحك مرتفع هستيري ارتمت للخلف علي الاريكه ممسكه ببطنها التى بدأت تؤلمها وهي لاتزال تضحك وعينيها تنحدر منها الدموع في ذات الوقت مغرقها وجنتيها الشاحبتين
هتفت فطيمه بحده بينما تتابع ضحكها الانفعالي وبكائها في ذات الوقت بارتياب وخوف
داليدا اهدي…..مش كده
هزت داليدا رأسها بينما تستمر بالضحك ودموعها لازالت تتسقط من عينيها هتفت بصوت متقطع
حامل…انا حامل؟!
ارجعت رأسها الي الخلف مستنده الي ظهر الاريكه بينما اخذت ضحكاتها تزداد بقوه لكنها نهضت مقتربه من فطيمه التي كانت تحدق بها بنظرات ممتلئه بالقلق والخوف همست بالقرب من اذنها بصوت متقطع
لتكمل بصوت ممزق ممتلئ بالالم وقد توقفت ضحكاتها وقد فهمت اخيرًا لما يقم باتمام زواجهم حتي الان لما يعاملها كما لو انها غير موجوده بحياته غير واعيه الي تلك الجالسه بجانبها بوجه شاحب يرتسم عليه الصدم
دلوقتي فهمت ليه……..قد ايه انا غبيه ازاي مفهمتش انه مكنش قادر يلمسني لانه بيحب واحده تانيه….
نهضت مره اخري ببطئ ولم تمنعها هذه المره فطيمه التي كانت لازالت داخل صدم#مه ما سمعته منها ….
شاهدتها فطيمه تغادر الغرفه بخطوات بطيئه مترنحه ترغب بالحاق بها وايقافها لكنها لا تستطع كيف يمكنها ذلك…فلا يوجد شئ قد يقنعها من البقاء مع داغر او ان يداوي الالم الذي تسبب به لها…
لكنها لن تسمح بان ينتهي زواج ولدها بهذا الشكل خاصة وانها تعلم جيدًا بان داغر لن يجد بحياته زوجه مثل داليدا فهي تمتلك طيبة قلب لم تجدها باي شخص في حياتها يجب ان تجعلهم يعطون زواجهم فرصه اخري…
نهضت مسرعه تركض لكي تلحق بداليدا التي وجدتها تخطو ببطئ وترنح بالرواق المؤدي للبهو الداخلي للقصر هتفت بينما تقبض علي ذراعها بلطف
داليدا اسمعيني يا حبيبتي انا عارفه انه صعب عليكي بس علشان خاطري ادي لجوازك فرصه…ادي لداغر فرصه تانيه..هو لسه ميعرفكيش…..
قاطعتها داليدا بحده بينما تلتف اليها وهي تمسح بتصميم وجهها الغارق بالدموع بكف يدها
ادي لمين فرصه…ادي فرصه لواحد ضحك عليا…لواحد اتجوزني وعاملني زيي.. زي اي كرسي مرمي في البيت ده…واحد خلاني كل يوم انام وانا دمعتي علي خدي وبحاول افهم انا فيا ايه غلط علشان جوزي ميلمسنيش ولا يقرب مني…ويعاملني بالشكل ده وفي الاخر طلع متجوزني بس علشان يغيظ بنت عمه…..
همست اخر كلماتها تلك لتنفجر بعدها في بكاء مرير اسرعت فطيمه باحتضانها بين ذراعيها بينما تبكي هي الاخري مربته فوق ظهرها بحنان محاوله التخفيف عنها..
بعد ان هدئت داليدا قليلًا حاولت الابتعاد من بين ذراعي فطيمه هامسه بصوت اجش من اثر بكائها..
انا هطلع الم هدومي وامشي من هنا…
شددت فطيمه يديها من حولها غير سامحه لها بالذهاب بينما تتمتم برجاء
طيب ممكن تصبري بس لبكره…….
لتكمل برجاء عندما هزت داليدا رأسها بالرفض
علشان خاطري يا داليدا …لو فعلًا معتبراني زي مامتك…
قاطعتها داليدا بصوت مرتحف
ايه الفرق دلوقتي..او بكره انا كده كده همشى..
ربتت فطيمه علي ظهرها هامسه برجاء
بينما عينيها غارقتين بالدموع
و معزتي عندك تصبري لبكره
وقفت داليدا تتطلع اليها عدة لحظات بتردد لكنها هزت رأسها بالموافقه ببطئ وهي تفكر فاليوم او غدًا لن يفرق كثيرًا فهي ستغادر هذا المنزل ولن تعود اليه مره اخري….
خرج احدي الخدم من غرفة الطعام التي كانوا يقفون بعيدًا عنها بعدة امتار قليله اقترب منهم معلمًا اياهم بأدب بان العشاء اصبح جاهز وان باقي العائله تنتظرهم صرفته فطيمه بهدوء من ثم التفت الي داليدا مربته علي يدها بحنان هامسه
يلا يا حبيبتي ندخل الكل مستنينا….و حاولي متبينيش لحد اي حاجه
اومأت داليدا رأسها من ثم تبعتها الي الد غرفة الطعام بصمت وهي تمسح وجنتيها من اي دموع قد تكون عالقه بها …
!!!***!!!***!!!***!!!
فور دخول داليدا غرفة الطعام تجمدت قدميها بمكانها عندما وقعت عينيها علي داغر الذي كان جالسًا علي رأس الطاوله بوجه متجهم بينما يستمع الي ما تقوله ابنة عمه شهيره
شعرت بألم حاد يعصف بداخلها عند رؤيتها له وبرغبه بالبكاء تتصاعد داخلها مره اخري همت ان تستدير وتغادر المكان ولكن ادركت فطيمه ما تحاول فعله وربتت بحنان علي ظهرها تحثها علي التقدم لداخل الغرفه لكن قدمين داليدا أبت التحرك مما جعلها تقترب منها هامسه باذنها
اتحركي يا حبيبتي..اتحركي علشان خاطري…..
ابتلعت داليدا غصة الالم التي تشكلت بداخلها وتقدمت معها لداخل الغرفه جلست بمقعدها المعتاد بجوار داغر الذي شعرت بنظراته تنصب عليها بتركيز لكنها تجاهلته وركزت نظراتها علي الصحن الذي امامها…
لكنها انتفضت بقوه في مقعدها عندما شعرت بيده يمررها فوق رأسها بينما يغمغم باهتمام
مالك يا حبيبتي….انتي تعبانه ؟!
شعرت داليدا بالغضب يندلع بداخلها وقد كانت تدرك الان ان الاهتمام الذي يظهره لها امام عائلته ليس سوا اهتمام كاذب فقد فهمت اخيرًا سبب تحوله من الزوج البارد الغير مبالي داخل غرفتهم الخاصه..الي الزوج المحب المهتم الحنون الذي يظهر دائمًا امام عائلته فقد كان يحاول ان يثير بها غيرة ابنة عمه نورا..محاولًا اثبات نجاح زواجهم للجميع…
شعرت بالغضب يندلع بداخلها كبركان ثائر مما جعلها تبعد رأسها الي الخلف بحده بعيدًا عن يده بينما تجيبه بقسوه
مش تعبانه…