قلبه لا يبالي بقلم هدير نور

موقع أيام نيوز

همهمت نورا موافقه شقيقتها قائله
ايوه يا داغر عايز شهيره تعمل ايه يعني…….
لتكمل وهي تنظر بطرف عينيها نحو الباب الي داليدا التي تتقدم نحو باب الغرفه
بعدين مش علشان لابسه حجاب تبقي محترمه وغلبانه..دي واحده قذره وعايزه قطم رقبتها….

تجمدت داليدا مكانها فور سماع كلمات تلك المريضه عنها ليهتز جسدها بالغضب عندما سمعت شهيره تغمغم

علي رايك يا نورا دي لبساه تتستر وراه….

قاطعهم داغر بحده وقد،نفذ صبره من هذا كله
خلاص…..كفايه رغي
لم تتحمل داليدا اكثر من ذلك دلفت الي الغرفه نحوهم وهي تحمل ين يديها صحنين من الشوربه الساخنه تصنعت بانها ستضعهم امام كلًا من شهيره ونورا لكنها تصنعت التعثر وقامت بسكب الصحنين الممتلئين بالشوربه الساخنه عليهم..

مما جعل نورا وشهيره تنتفضتان واقفتان تصرخ كل منهما باعلي صوت لديهم متألمين من الشوربه التي احرقت جسدهما تراجعت داليدا للخلف تتابعهم باستمتاع وهما يقفزان في مكانهم وهم يصرخون بألم..
وعلي وجهها ترتسم ابتسامه واسعه لكن تلاشت ابتسامتها تلك عندما نهض داغر واتجه نحوها يهتف بغضب
ايه اللي انتي هببتيه انتي مجنونه….
وقفت تطلع اليه بصمت غير شاعره بالندم علي ما فعلته لكنها انتفضت فازعه شاعره بالخوف عندما رأت شهيره ونورا تندفعان نحوها وهم يطلقون السباب عليهم يهمان بضربها لتسرع داليدا
تقف خلف ظهر داغر تتشبث بقميصه طالبه حمايته بصمت
اوقفهم داغر هاتفًا بغضب بهم
ايه هتضربوا واحده حامل..ايه اتجننتوا…..

غمغمت نورا بغضب وهي تنظر بحقد نحو داليدا التي تختبئ خلف ظهر داغر

يعني عايزنا نسكتلها بعد ما حرقتنا…….

قاطعها داغر بشراسه بينما يشير الي شهيره
خدي اختك….و اطلعوا غيروا هدومكوا وحطوا اي مرهم ملطف علي جسمكوا
ليكمل مزمجرًا بغضب عندما ظلت شهيره بمكانها تتطلع بغضب وحقد نحو داليدا
يلاااااا…
انتفضت شهيره في مكانها جاذبه نورا معها للخارج علي الفور تنفذ امره وهي تتوعد لداليدا ….

بينما وقف داغر يشعر بكامل جسده يشتعل من لمسة تلك الواقفه تتشبث بقميصهمن الخلف مما جعل غضبه يزداد اضعاف مضاعفه فكيف له يتأثر بلمسة امرأه مثلها ابتعد عنها هاتفًا
بها بقسوه
و انتي ارجعي علي المطبخ….و اخر مره اللي عملتيه ده يتكرر تاني…

همست داليدا كاذبه بينما تطلع اليه باعين بريئه تعودت ان تنظر بها اليه سابقًا

مكنتش اقصد…الشوربه كانت تقيله وقعت مني غصب عني….

وقف داغر يتطلع اليها وهو يحبس انفاسه متأثرًا ببرائتها تلك ولون عينيها الخلابه لكنه هز رأسه بعنف مخرجًا نفسه من هالة تأثره هذه وهو يلعن نفسه فماذا يفعل بحق السماء..
التف مغادرًا الغرفه سريعًا دون ان ينطق بحرف واحد بخطوات واسعه مسرعه كما لو كان هناك شياطين تلاحقه…
!!!***!!!***!!!
في الليل…
كان داغر مستلقيًا علي الفراش بغرفته يتلملم بلا هواده فهو علي حالته تلك منذ اكثر من ساعتين يحاول النوم لكن لم يستطع فتلك الرائحه التي تملئ الفراش والغرفه باكملها تخطف انفاسه جاعله اياه يشعر بانه يفتقد شخصًا ما…شخصًا كان يمثل له الكثير من الاهميه في حياته جذب الوساده التي علي الفراش يتنفسها بعمق جعلت تلك الرائحه تتخلل كيانه وقد بدأت ضربات قلبه تزداد بقوه جنونيه….
لكنه رغم ذلك اغمض عينيه بقوه محاولًا تجاهل ذلك ظل مغمض العينين يشغل عقله بعد الارقام حتي سقط بالفعل بالنوم….


لكنه انتفض مستيقظًا من نومه بعد عده ساعات قليله جلس علي الفراش بجسده المتعرق المحتقن بالحراره يحاول التقاط انفاسه المختنقه وعندما وجد الصعوبه في ذلك نهض وخرج الي الشرفه ليلفح وجهه هواء الليل البارد الذي هدئه قليلًا…
اخذ داغر يحاول تذكر الحلم الذي جعله يستيقظ بهذا الشكل فلم يتذكر منه الا تلك المرأه ذات الشعر الاحمر الناري التي كان لها ذات الرائحه التي تملئ فراشه فرغم انه لم يرا وجهها الا انه لا يزال يشعر بها بين ذراعيه كما لو كانت حقيقيه… فقد كانت تحتضنه دافنه وجهها بصدره بينما تتشبث به بقوه وهي تبكي بشكل هستري وشهقات ممزقه كما لو كانت تطلب منه ان ينقذها من شيء ما والا يتخلي عنها…
مما جعله يشعر في الحلم كما لو كان بكائها هذا حبل غليظ ينعقد حول عنقه يمنع عنه الهواء…
تنفس داغر ملتقطًا انفاسه بعمق جالسًا علي المقعد الذي بالشرفه محاولًا تحليل هذا الحلم فبحياته لم يقابل امرأه من بذات لون شعر تلك المرأه فمن تكون هذه المرأه…اما ان عقله لا يزال مشوشًا لا يعلم…ظل جالسًا بمكانه هذا حتي بزغ صباح يوم جديد دون ان تغف له عين مره اخري….

!!!***!!!***!!!
في الصباح…
استيقظت داليدا ثم تحممت وارتدت ملابسها عاقده حجابها حول رأسها جيدًا خوفًا من ان تقابل طاهر الذي اصبح يضايقها بنظراته الوقحه مره اخري….
لكنها كانت تتجاهله فكل ما يهمها الان هو حماية زوجها من هؤلاء الشياطين الذين عادوا الي حياتهم مره اخري…
فأي شيء يأكله او يشربه داغر يكون دائمًا من صنعها هي او صافيه حتي المياه فمن يدها ليده غير سامحه لهم بالاقتراب من اي شئ يخصه…تراقب اصغر حركاتهم فلن تسمح لهم ان يفعلوا به ما فعلوه بها..
خرجت داليدا الي بهو المنزل الداخلي تنوي الصعود الي غرفة داغر تسأله اذا كان يرغب بان تحضر له الافطار بغرفته…
لكن فور خروجها تجمد جسدها بصدم#مه عندما رأت شهيره تخرج من المطبخ وبيدها فنجان من القهوه تضعه بيد داغر الجالس مع طاهر يتحدثان بجديه في امرًا ما…
لم تشعر داليدا بنفسها الا وهي تندفع نحو داغر وعينيها كانت مسلطه برعب علي فنجان القهوه الذي كان بيده والذي اطاحته من يده دون تردد ولو للحظه واحده ليسقط الفنجان من يده علي الارض متحطمًا وقد تناثرت محتوياته بجميع الانحاء…
انتفض داغر واقفًا هاتفًا بها بغضب وهو لا يصدق ما فعلته….
ايه اللي انتي عملتيه ده..انتي كل يوم ليكي مصيبه انتي مجنونه ولا ايه بالظبط…
وقف طاهر قائلًا بينما يقترب من داليدا ويقف بجانبها
معلش يا داغر…امسحها فيا انا هي اكيد متقصدش…

همت داليدا ان تخبره بان يذهب للجحيم والا يتدخل بأي شيء يخصها لكن قاطعها صوت داغر الخشن الحاد الذي عصف بانحاء المكان
بقولك ايه يا طاهر حط لسانك جوا بوقك…ونقطني بسكاتك
ليكمل وهو يلتف الي داليدا مشيرًا بيده نحو الفنجان الملقي علي الارض
عملتي كده ليه….فاهميني
وقفت داليدا تنظر اليه بارتباك لا تدري بماذا تجيبه فهي تصرفت بدافع حمايته ولم تفكر في عواقب فعلتها استدارت تنظر الي شهيره لتجدها ترمقها بنظره ساخره بينما تلوي شفتيها باستياء فقد كانت تعلم جيدًا لما فعلت ذلك تجاهلتها داليدا
مغمغمه اخيرًا وهي تمرر يدها بارتباك فوق حجاب رأسها تتصنع تعديله
قريت علي النت ان القهوه غلط علي الذاكره بتاعتك….
لتكمل بشجاعه اكبر مستمره في كذبها محاوله ان تداري فعلتها
و انها ممكن تأثر عليك…خصوصًا وانك……
قاطعها داغر بغضب وهو يجز علي اسنانه بقسوه بينما يقبض علي يديه بجانبه
اخفي من قدامي حالًا…مش عايز اشوف وشك….

اومأت داليدا برأسها بالموافقه ثم استدارت منصرفه وعلي شفتيها ترتسم ابتسامه خفيفه تنم علي الراحه فلا يهمها غضبه او استياءه فيكفي بالنسبه اليها انها لم تسمح لشهيره بتنفيذ ما تريده…

دلفت الي المطبخ قائله بلوم لصافيه الجالسه علي طاولة المطبخ..

كده يا ست صافيه هو ده اتفاقنا سوا….كده تخليها تعمله القهوه وتدهاله….

نهضت صافيه واقفه قائله سريعًا

اعمل ايه يا بنتي انا عملتهاله بايدي وجيت اطلعهاله لقيتها طبه عليا زي القدر المستعجل واصرت تخدها بنفسها له …و انتي عارفه 

تم نسخ الرابط