قلبه لا يبالي بقلم هدير نور
خسارة دنيتها واخرتها ايضًا مغضبه الله منها..
دفنت وجهها بين يديها هامسه بصوت مختنق من بين شهقات بكائها الحاده تستغفر ربها عن ما كانت تنوي فعله بينما بكائها يزداد ويزداد حتي سقطت دون سابق انذار علي ارضية المطبخ مغشيًا عليها كالجثه الهامده ….
بعد عدة دقائق….
دلف داغر الي الجناح الخاص به هو وداليدا بخطوات بطيئه فقد اطمئن علي خروج العمال سالمين من المخزن المحترق ثم ترك باقي الامر لطاهر وعاد سريعًا الي المنزل حتي يعود لداليدا واخبارها بكل شئ يعلم انه قد تأخر عن هذا فقد كان يجب عليه ان يخبرها بحقيقة زواجه من نورا منذ زمن لكنه فضل ان ينتظر لحين انتهاءه من العمل المتراكم عليه…فقد كان يعمل ساعه باليوم حتي يستطيع اخذ اجازه لمدة شهر حتي يسافر بها بعيدًا بعد اخبارها بحقيقة زواجه من نورا…كما كان اتفاقه واضح وصريح مع شهيره بالا تعلن خبر حمل نورا لحين اخباره داليدا حتي لا تصدم كما حدث اليوم…
ركض اليها علي الفور منهارًا علي الارض راكعًا بجانبها جاذبًا جسدها الهامد بين ذراعيه بينما يحاول بهستريه كتم الدماء المنسدله من يدها المجروحه بيده المرتجفه بينما يصرخ بصوت متألم مختنق باسمها ويقين بداخله انه فقدها هذه المره بالفعل ….
يتبع….
الفصل السابع عشر
بالمشفي…..
كان داغر جالسًا علي احدي المقاعد خارج غرفة الطوارئ التي ادخلت اليها داليدا منذ اكثر من ساعه يتطلع امامه باعين متحجره محتقنه كالدماء يحاول التحكم بارتجافة جسده وقلبه الذي يعصف الخوف بداخله..
اخفض عينيه يتطلع باعين غائره الي يده الغارقه بالدماء…
لكنها لم تكن اي دماء..فقد كانت دماء داليدا انقبض قلبه بالم كاد ان يحطم روحه الي شظايا فور تذكره لمشهدها وهي ملقيه بأرضية المطبخ كالجثه الهامده والدماء منتشره من حولها
لكن لما…فهو يعلم انه اخطأ كثيرًا عندما لم يخبرها بحقيقة زواجه من نورا…لكنه اخبرها انه سوف يقوم باخبارها بكل شئ….لما اسرعت بالتخلص من حياتها بتلك السهوله اذًا…
انتفض جسده فور ان شعر بيد والدته الجالسه بجانبه تربت بحنان علي كتفه
اومأ بصمت بينما يخفض رأسه ومحيطًا اياها بيديه محاولًا اسكات الاصوات التي تتصارع بداخله مؤذيه اياه…
اخذت تتطلع فطيمه الي ولدها باعين تلتمع بالدموع وقلب ممزق بالالم فلأول مره بحياتها تراه في حالته تلك فقد كان بحاله يرثي لها القلب…
تنحنحت مجليه صوتها قبل ان تغمغم بهدوء محاوله معرفة منه ما الذي اصاب داليدا فهي كانت بالخارج عندما اتصلت بها صافيه واخبرتها بانها رأت داغر يحمل داليدا التي كانت غائبه عن الوعي راكضًا بها كالمجنون الي سيارته امرًا السائق بالتوجه الي المشفي علي الفور…
و ها هو منذ ان حضرت صامتًا بحاله يرثي لها يرفض التحدث او افاهمها اي شئ من الذي حدث
ما تفهمني يا حبيبي..داليدا مالها ؟و ايه حصلها…؟!
رفع داغر رأسه ببطئ بينما يجبر شفتيه علي التحدث مجيبًا عليها
اغمي عليها وهي لوحدها ووقعت علي الطرابيزه الازاز وايدها اتفتحت
ليكمل مجبرًا نفسه علي الكذب فهو لا يمكنه اخبار احد بانها حاولت الانتحار حتي لا يهز صورتها امام احد
و فضلت تنزف وهي مغمي عليها لحد ما انا وصلت ولحقتها
اطلقت فطيمه صرخه صادمه بينما تضع يدها فوق فمها ادار داغر وجهه بعيدًا حتي لا تلاحظ والدته كذبه
هتفت فطيمه بينما تنفجر باكيه
يا حبيبتي يا بنتي….
انتفض داغر واقفًا يبتعد عن والدته قدر الامكان فهو لن يستطع التحمل سماع اي بكاء فقلبه لن يتحمل..
لكن سرعان ما اشتد وجهه بغضب عندما رأي طاهر يتقدم نحوه بينما تتبعه شهيره.
هتفت شهيره بصوت جعلته قلقًا بينما تتجه نحو داغر
داليدا عامله ايه يا داغر طمنـ…………
قاطعها داغر بقسوه
ايه اللي جابكوا هنا….انا مش عايز حد منكوا يبقي هنا….
تغير وجه شهيره التي تراجعت بخوف خطوه الي الخلف بعد ان رأت الشراسه والغضب المرتسمان بعينيه..
بينما غمغم طاهر بارتباك
جينا نطمن علي داليدا…احنا مش عيله واحده ولا ايه يا داغر بعدين داليدا انا بعتبرها في مقام اختي الصغيره ولازم نطمن عليها…
زمجر داغر بشراسه بينما يجز علي اسنانه بغضب…
خد مراتك وامشوا من قدامي…احسنلكوا
هتفت شهيره بحده مقاطعه اياه
جري ايه يا داغر انت بتتعامل معانا كده ليه كأننا اعدائك..ايه هي داليدا خلاص قدرت توصلك لكده انك تـكـرهـ………
ابتلعت باقي جملتها علي الفور وقد شحب وجهها بخوف عندما رأت عيناه تشع بالغضب عليها بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف بذعر…
ليسرع طاهر الامساك بذراعها وهو يتمتم بخوف بينما يستدير ويفر هاربًا بها من امام داغر الذي كان يبدو انه خارج السيطره تمامًا
خلاص…خلاص هنمشي وهبقي اطمن منك بلتليفون…
راقبهم داغر باعين محتقنه وهم يفرون هربًا من المكان قبل ان ينهار جالسًا مره اخري علي المقعد حيث لم تعد قدماه قادره علي حمله دافنًا وجهه بين يديه مستسلمًا ليد والدته التي كانت تربت علي ظهره بحنان…
اخذ يردد بعقله بشكل هستيري بانها سوف تصبح بخير فهو لن يتحمل فقدها…
بعد عدة دقائق…
انتفض داغر واقفًا بلهفه فور رؤيته للطبيب يخرج من غرفة الطوارئ اتجهه نحوه علي الفور قائلًا بصوت مختنق
داليدا عامله ايه…؟!
اجابه الطبيب بهدوء
متقلقش يا داغر بيه هي بقت كويسه والخطر عدي…بس احتاجنا ننقل لها دم لانها فقدت دم كتير…
ليكمل بينما يتطلع بتردد نحو فطيمه التي كانت تقف بجانب داغر بوجه قلق
بس محتاج اتكلم معاك لوحدنا…
تراجعت فطيمه علي الفور قائله هدخل اطمن عليها
اومأ الطبيب برأسه بينما كان داغر واقفًا بتصلب بمكانه تنحنح الطبيب قبل ان يغمغم بارتباك
داغر بيه القطع في ايد داليدا هانم ده كان محاولة انتحار واحـ…………
قاطعه داغر علي الفور بحده وصارمه حيث لم يتيح له اكمال جملته
داليدا وقعت علي الطرابيزه وايدها اتجرحت فاهم يا دكتور
غمغم الطبيب بينما يومأ برأسه
فاهم يا داغر بيه واللي تشوفه طبعًا…بس لازم حضرتك تشوف ايه السبب وتحله لانها ممكن للاسف تكررها تاني…
شحب وجه داغر فور سماعه كلماته تلك شاعرًا بالدماء تجف بعروقه فور تخيله لها تحاول الانتحار مره اخري
غمغم الطبيب بينما يبتعد عنه
عن اذنك يا داغر بيه هروح اكتب التقرير الطبي…..
راقبه داغر يبتعد باعين زائغه لا يري امامه بها ليظل بعدها واقفًا متجمدًا بمكانه غير قادر علي الحركه لا يعلم كم مر عليه من الوقت منذ ان تركه الطبيب لكنه خرج من جموده هذا عندما شعر بيد والدته التي خرجت من غرفة داليدا تربت علي ذراعه برفق التف اليها تنحنح قائلًا وهو يفرك وجهه بيده