قلبه لا يبالي بقلم هدير نور

موقع أيام نيوز

رفع رأسها عن عنقه برفق قائلًا بصوت هادئ وصارم في ذات الوقت.
لا طبعًا….
ليكمل وهو يتطلع الي عينيها حتي تري مدي صدق كلماته
ولا للحظه واحده شكيت انك ممكن تكوني عملتي فيها كده….

ابتلعت الغصه التي كانت تخنق حلقه هامسه بصوت مرتجف
اومال ليه…زعقتلي لما دخلت الاوضه وشوفت نورا مرميه علي الارض والنهارده زعقتلي وطردتني…..؟!

لكنها ابتلعت باقي جملتها مرجعه رأسها للخلف تحدق فى وجهه بخوف من لهيب الغضب الذى اشتعل بعينيه ووجهه الذي احتد بقسوه بينما يجيبها بحده
بسبب منظرك في البيجامه اللي كنت لابسها طاهر والخدم دخلوا وشوفوكي بها….كان هاين عليا وقتها اخرم عين كل واحد فيهم ولا انهم يشوفوكي بالمنظر ده….
تلمست ظهره بيدها برفق تربت بحنان عليه محاوله تهدئته فالان علمت سبب غضبه هذا فقد شل الخوف وقتها تفكيرها ولم تستطع ان تجد مبررًا لغضبه هذا سوا انه قد صدق حقًا انها قد فعلت ما ادعته نورا..
و عندما اتصل بها من المشفي اليوم اخبرها باقتضاب وسرعه انه سوف يقول كلامًا قاسيًا لها امامهم وعليها ان تبين تأثرها بكلماته تلك وانها يجب ان تعلم بانه لا يعني اي كلمه من التي سيقولها….
وقتها شعرت بالارتباك والتشوش لا تعلم هل صدق فعلًا انها من تسببت بفقد نورا لطفلها كما تدعي فهي تعلم انه يحبها وقد يتغاضي عن اي شئ تفعله لكن رغم ذلك ألمها انه قد يصدق بانها يمكنها ان تكون بتلك الوحشيه والحقاره…
خرجت من افكارها تلك عندما سعته يكمل بهدوء
والنهارده…كنت عايزهم يتأكدوا ان انا مصدقهم واطمنهم علشان ميبقوش مستعدين للي هيحصلهم بكره..
همست داليدا وهي تعقد حاجبيها بتساؤل يتخلله الفضول
و ايه اللي هيحصل بكره…؟!

تمهل قليلًا قبل ان يجيبها ممررًا يده بحنان بشعرها متنعمًا بملمسه الحريري فوق اصابعه
هحكيلك كل حاجه بس عايزك تهدي ومتنفعليش…

هزت رأسها بالموافقه بينما عينيها مسلطه عليه بتوتر وخوف مما سيقوله
طبعًا انا مكنتش مصدق انك ضربتيها او لمستيها حتي فلما الدكتور خرج وقال ان سبب اجهاضها الضرب وقعد يكبر في الموضوع كانه قاصد يثبت الموضوع عليكي…فهمت علي طول انه متفق معاها عملت قدامهم اني مصدق..و اني هاخد حقها منك….علشان الموضوع ميوصلش للبوليس لان حتي لو هقدر اخرجك منها زي الشعره من العجينه الا اني مش عايز ابهدلك ولو لساعه واحده في القسم علشان كلبه زي دي…

توقف عن تكملة جملته عندما رأها تجفل عند سماعها كلماته الاخيره مرر شفتيه فوق خدها يقبله بحنان مطمئنًا اياها قبل ان يكمل بهدوء
روحت وراه اوضته ولما مسكت فيه وعرفته اني عارف كل حاجه وهددته بالسجن خاف وقالي كل حاجه….قالي ان نورا اللي اجهضت نفسها…..
زفر بحنق قبل ان يكمل وهو يشعر بالاسف علي ذلك الطفل الذي لم يكن له ذنب سوا ان والدته امرأه دون عقل او رحمه

قالي انها جاتله من يومين وطلبت منه حبوب للاجهاض وتكون بتسبب نزيف شديد…بس هو رفض فقعدت تقطع في هدومها في مكتبه وهددته انها هتصوت وتقول انه حاول يعتدي عليها في الاخر وافق واتفقت معاه تديله الف جنيه علي انه يقول ان سبب الاجهاض لما تجيله كمان كام يوم هو الضرب…
شهقت داليدا بفزع واضعه يدها فوق فمها وهي تغمغم بصدم#مه
مش قادره اصدق..ان ممكن واحده تعمل كده في طفلها اللي لسه متولدش علشان كرهها وغلها اللي عموها….
احاط وجهها بيديه مقربًا اياها منه ظل يتطلع اليها عدة لحظات وهو يشعر بالخوف والتردد من اخبارها التالي
اليوم اللي لقيتك فيه مرميه في المطبخ وايدك مقطوعه….
تحشرج صوته في نهاية جملته حيث شعر بالاختناق والالم يسيطران عليه فور تذكره لمشهدها وهي ملقاه علي الارض غارقه بدمائها.
نورا اللي عملت فيكي كده…مش انتي اللي حاولتي انتحرتي….

انسحبت الدماء من عروقها فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه…وقد اخذت ضربات قلبها تزداد بشده
ازاي….ازاي عرفت استحاله تتجرئ وتعمل حاجه بالبشاعه انت اكيد فهمت غلـ……

قاطعها داغر علي الفور مبعدًا خصلات شعرها المتناثره فوق عينيها الي خلف اذنها محاولًا التخفيف عنها قبل ان يخبرها ما حدث وكيف علم بالامر…
…..فلاش باك…..
كان يهم داغر الدخول الي غرفة نورا بعد ان اوصل شهيره الي كافتريا المشفي حتي تتناول طعام غدائها..
لكنه تسمر علي مدخل الباب الخاص بغرفتها عندما وصل اليه صوت طاهر الساخر
اوعي تكون انتي اللي اجهضتي نفسك…..
سمع نورا تغمغم بحده مجيبه اياه
اجهض نفسي دي ايه انتي بتقول ايه ليه اتجنتت علشان اعمل كده في ابني…..

قاطعها طاهر بسخريه لاذعه
والله اللي تقطع ايد واحده وهي مغمي عليها علشان جوزها يفتكر انها ماتت منتحره تعمل اكتر من كده
صاحت نورا بصوت مرتجف
انت عرفت منين…شهيره اللي قالتلك مش كده…..
ضحك طاهر وهو يجيبها
و هي اختك تقدر تخبي عني حاجه…..
كان داغر واقفًا يستمع الي هذا بجسد يهتز من شدة الغضب الذي يعصف بداخله كبركان ثائر علي وشك الانفجار باي لحظه..
كان لا يصدق بان تلك الحقيره المريضه من حاولت قتل زوجته..قبض علي يديه يعصرها بجانبه محاولًا السيطره علي نفسه حتي لا يقتحم الغرفه ويقوم بخنقها بيديه حتي تلفظ اخر انفاسها..لكنه شيجعلها تدفع ثمن ما فعلته سيجعلها تتمني المoت والرحمه حتي تتخلص من العذاب الذي سيذقها اياه….
……نهاية الفلاش باك…

مرر يده فوق جرح يدها الذي لا يزال اثره موجودًا رفع يدها يمرر فمه برفق فوقه يقبله بحنان هامسًا من بين قبلاته تلك
والله لاجيبلك حقك..منها ومن اي حد حاول يأذيكي….

احاطت عنقه بذراعيها بينما هو عدل من جلستها فوق ساقيه مقربًا اياها منه اكثر يضمها الي صدره
تلاعبت اصابعها بشعره القصيره الذي بخلف رأسه وهي تشعر بالتردد من اخباره بما حدث من شهيره قبل ان تنهار ويغمي عليها لكنها تجمعت شجاعتها فيجب عليها اخباره..
داغر عايزه احكيلك عن حاجه حصلت في اليوم ده…بس مش عارفه هتصدقني ولا لاء…

توقفت يده التي كانت يمرر فوق ظهرها شاعرًا بالقلق من ترددها هذا

طبعًا هصدقك…في ايه يا داليدا….؟!

تنحنحت قبل ان تهمس بصوت منخفض متردد

شهيره في اليوم ده جاتلي الاوضه وقالتلي انها عارفه عن اتفاق جوازنا وانك انت اللي قولت لنورا ده علشان تبررلها جوازك مني….

قاطعها داغر بحده

كدابه محصلش….عمري ما قولت لحد عن موضوع الاتفاق ده…ممكن تكون سمعتك وانتي بتتكلمي مع ماما…او حتي سمعتنا واحنا بنتكلم…لكن انا عمري ما قولت لا لها ولا لغيرها حاجه زي دي….

شحب وجه داليدا فور تذكرها لليوم الذي حضر به خالها مرتضي الي هنا وحديثها معه فمن الممكن ان تكون شهيره قد سمعتهم بالفعل

اومأت برأسها ببطئ بينما تخبره

فعلًا انا قبلها بيوم كان خالي مرتضي كان هنا وممكن تكون سمعتنا واحنا بنتكلم…

عقد داغر حاجبيه قائلًا باهتمام

و خالك كان عايز ايه منك…و ليه مقولتليش انه جه هنا…؟!

اجابته بهدوء وهي تيند رأسها علي كتفه

كان عايزني اتطلق منك بما انك خلاص اتجوزت نورا ووصلت للي انت عايزه …و مقولتلكش علشان كنا وقتها مش بنتكلم بسبب جوازك من نورا…

زمجر داغر من بين اسنانه بحده

بس برضو المفروض كنت تقوليلي….

قاطعته داليدا بتململ

داغر سبني اكملك شهيره عملت ايه…

زفر بحنق قائلًا بذات الحده

تم نسخ الرابط