قلبه لا يبالي بقلم هدير نور

موقع أيام نيوز

اوقفها صوت عزت الحاد
اياكي… اياكي تعملي كده

ليكمل وهو يحاول رسم الجديه علي وجهه المخادع
لو حاولتي تفكريه بالغصب ممكن يحصله انتكاسه…و يرجع للغيبوبه من تاني وساعتها يا عالم هيفوق منها ولا لاء.. لازم الذاكره ترجعله واحده واحده ومن نفسها

تجمدت خطوات داليدا عند الباب فور سماعها كلماته تلك فهي بالطبع لن تقوم بايذاءه فالمoت ارحم بالنسبه اليها من فعل اي شيئ يؤذيه..

تراجعت ببطئ وخطوات متهدله نحو الفراش مره اخري تنهار جالسه عليه بتثاقل تتطلع امامها باعين ملبده بالبؤس والالم فعالمها باكمله ينهار من حولها ولا تعلم ما الذي يجب عليها فعله…
بينما وقف الطبيب امامها يتطلع اليها بصمت عدة لحظات قبل ان يغمغم.
داغر مش لازم يعرف انك مراته …لحدد ما هو يفتكر بنفسه…و اي حاجه طبعًا تانيه برضو هو ناسيها…بأكد عليكي تاني يا داليدا هانم اي حاجه هتغصبيه انه يفتكرها هتؤدي الي دخوله في غيبوبه مره تانيه…
صمت عندما هزت رأسها المنحني ببطئ وهي لازالت تتطلع امامها بعينيها المحتقنه والدموع تتسرب منها بلا حول ولا قوه…

غمغم وهو يتجه نحو باب الغرفه مغادرًا وهو بتطلع الي جهاز صغير بيده
عن اذنك مضطر اسيبك في مريض محتاجني….

ثم غادر الغرفه سريعًا متجهًا الي مكتبه مخرجًا هاتفه من جيب معطفه الطبي واضعًا اياه علي اذنه قائلًا

هاااا سمعتي بودنك يا شهيره..
اطمنتي انها هتخاف تفكره باي حاجه….

اجابته شهيره التي كانت علي الطرف الاخر من الهاتف منذ ان خرج الطبيب من غرفة داغر واخبرها عن حالة فقدان الذاكره التي يعاني منها حيث اصرت ان تظل معه علي الهاتف اثناء محادثته مع داليدا حتي تستطع سماع ما يدور بينهم
ايوه سمعت….و حقك هيوصلك زي ما اتفقنا متقلقش….

ثم اغلقت الهاتف دون ان تنتظر اجابته….

!!!***!!!***!!!
بعد مرور عدة ساعات..
دلفت الي غرفة داغر داليدا بوجهها الشاحب وجسدها الذي اصبح هزيل بسبب اهمالها في طعامها طوال الشهر الماضي بخطوات هادئه حتي لا تتسبب في ايقاظه….
ففور ان اعلمتها الممرضه بنومه اسرعت بانتهاز تلك الفرصه لكي تطمئن عليه…
وقفت علي بعد عدة خطوات من فراشه تتطلع اليه باعين مشتاقه اقتربت منه علي اطراف اصابعها محاوله عدم اصدار اي صوت وجلست بهدوء علي المقعد الذي بجانب فراشه والذي كانت تشغله طوال الشهر المنصرم…

ظلت جالسه تتطلع اليه بصمت وعقلها يدور بدوائر مفرغه لا تدري ما الذي يجب عليها فعله فهي تشعر بانها وحيده تمامًا…
ربتت علي بطنها بحنان ولطف عندما شعرت بحركة طفلها بداخلها كما لو كان يخبرها انه معها سقطت دمعه من عينيها…
فقد لم يتبقي سوا عدة اسابيع علي موعد ولادتها…كيف ستفعلها دون داغر ان يتذكرها او يتذكر حتي طفلهم..اغمضت عينيها تدعو الله بصمت ان يتذكرها زوجها في اسرع وقت قبل موعد ولادتها
فهي.لا ترغب بان يأتي طفلهم الي الحياه دون ان يستقبله والده ويرحب به…


شعرت بغصه تمزق قلبها فور تذكرها مدي لهفة داغر في السابق لاستقبال طفلهم فقد كان يأخذها بين ذراعيه ويظل يحكي لها ما الذي ينوي فعله في اليوم الذي سيحمل طفلهم بين ذراعيه فقد كان كما لو انه طفل صغير ينتظر يوم العيد….
اسرعت داليدا بالنهوض بخرف وارتباك عندما بدا داغر بتلملم في نومه لتغادر الغرفه في الحال فقد كانت خائفه من مواجهته عندما يستقيظ فماذا ستجيبه اذا سألها من هي..فلم يعد لديها اجابه لسؤاله هذا بعد تحذير الطبيب لها…
!!!***!!!***!!!
في اليوم التالي….
دلفت داليدا الي غرفة داغر وهذه المره لديها اجابه لسؤاله..فسوف تخبره بانها احدي الممرضات…
لكن تجمدت خطواتها فور دخولها الغرفه ورؤيتها لشهيره الواقفه بجانب داغر تتحدث معه بينما طاهر يقف بجانبها….
لم تشعر داليدا بنفسها الا وهي تندفع نحوهم هاتفه بغضب وشراسه
انتوا بتعملوا ايه هنا….اطلعوا برا…..
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف فور سماعها صوت داغر الحاد الذي قاطعها بقوه
مين دول اللي يطلعوا برا….انتي اتجننتي ازاي تطردي اهلي…
ليكمل هاتفًا بها بقسوه ونظراته الحاده مسلطه عليها
انتي مين اصلًا…وازاي تتكلمي كده….
وقفت تتطلع اليه داليدا باعين متسعه غير قادره علي النطق…
لكنها حاولت استجماع شتتاها وعندما همت بفتح فمها واجابته بتلك الاجابه التي تدربت عليها ليلة امس قاطعها صوت شهيره التي قالت بينما ترمق داليدا بهدوء
دي…دي داليدا يا داغر انت طبعًا مش فاكرها دي الخدامه اللي جبناها مكان مروه بعد ما اتجوزت وسابت القصر…..ث
لتكمل سريعًا متجاهله وجه داليدا الذي شحب بصدم#مه
اعذرها معلش اصل انا جبتها هنا تاخد بالها ان محدش يدخلك من الصحافه….و الظاهر انها اتقمصت الدور حتي علينا…
هتف داغر بغضب وهو يرمق داليدا بقسوه
مهما كان متقلش ادبها بالشكل ده..
ليكمل بحده وهو يشير برأسه نحو الباب
اطلعي برا….و تاني مره متدخليش الاوضه دي من غير استأذان….
زمجر هاتفًا بغضب حاد عندما ظلت في مكانها تتطلع اليه بصمت دون ان تبدي اي ردة فعل علي كلماته
براااااا….
انتفضت داليدا في مكانها بذعر. وقد امتلئت عينيها بالدموع مما.جعلها تضغط علي شفتيها بقوه حتي تمنع نفسها من الانفجار في البكاء امامه ثم التفت مسرعه مغادره الغرفه بانفس منحبسه وعينين محتقنه كالدماء…

بينما ظل هو يراقبها وهي تغادر الغرفه بهذا الشكل وشعور غريب من الضيق يسيطر عليه يشعر بانه من الخطأ ان يتعامل معها هكذا لكن لا يعلم ما هو السبب في شعوره هذا
استدار الي شهيره قائلًا بحده
فاهميني ايه الموضوع بالظبط…البنت دي وراها حاجه…مش معقوله هتدخل تتكلم معاكوا بالشكل ده..دي كانها بينها وبينكوا طار….
اجابته شهيره بارتباك
هيكون ايه يعني….يا داغر
هتف داغر بقسوه بثت الرعب بداخلها
شهيره……

ابتلعت بصعوبه لعابها قبل ان تستدير تنظر الي طاهر الواقف يتابع المشهد بوجه يرتسم عليه التوتر والخوف من ان ينفضح امرهم.
تنفست بعمق قبل ان تمتم بهدوء يعاكس الخوف الذي يعصف بداخلها
اطلع برا يا طاهر…و سبني مع داغر شويه….

ارتبك طاهر الذي وقف متصنمًا بمكانه لا يعلم بما تخطط له لكنه تحرك من مكانه سريعًا عندما زجرته شهيره بنظره هو يعلمها جيدًا…

التفت شهيره الي داغر بعد ان تأكدت من ان طاهر قد غادر الغرفه ترسم علي وجهها قناع من الحزن والالم

انا هقولك علي كل حاجه…

داليدا دي مش خدامه ولا حاجه…داليدا دي طاهر الله يحرقه غلط معها…وحملت منه….

لتكمل عندما تصلب وجه داغر بالغضب

تم نسخ الرابط