قلبه لا يبالي بقلم هدير نور
و في ذات يوم…كانت نائمه علي الفراش بغرفتها في المشفي تحاول الخصول علي بضع ياعات من النوم حتي تعود مره اخري لزوجها عندما سمعت طرقًا علي الباب لتدلف بعدها الممرضه بوجه مبتسم مشرق هاتفه بسعاده
داغر بيه فاق يا داليدا هانم…
فور سماع داليدا تلك الكلمات انتفضتواقفه من فوق الفراش هاتفه
بجد….داغر …فاق…
اومأت لها الممرضه بالايجاب مبتسمه بتعاطف عندما رأت داليدا تنفجر باكيه وهي تحاول بتعثر ارتداء معطفها وعقد حجابها حول رأسها لتقترب منها مساعده اياها في عقده فقد كان جميع العاملين بالمشفي يتعاطفون معها فلم يروا امرأه في وضعها المتقدم هذا من الحمل وترفض مفارقة ج
ربتت الممرضه علي ذراعها برفق قائله بمرح محاوله تهدئتها
اهدي يا داليدا هانم…ولا عايز داغر بيه اول لما يصحي شوفك منهاره كده…
محت داليدا الدموع العالقه بوجهها قائله بابتسامه مشرقه
صح عندك حق..مفيش دموع خلاص الحمدلله انه قام بالسلامه ده عندي بالدنيا وما فيها….
اسرعت بارتداء حذائها سريعًا ثم خرجت من الغرفه شبه راكضه بالممر وقلبها يرتجف بداخل صدرها من شدة اشتياقها ولهفتها اليه..
دلفت الي الغرفه الخاصه به وعينيها الجائعه تبحث عنه لتشعر بقلبها يكاد ان يقفز من داخل صدرها فور رؤيتها له جالسًا علي الفراش مستيقظًا يتحدث الي الطبيب عزت صديق والده غافلًا عن وجودها…
ايوه….
ارتبكت داليدا من ردة فعله البارده تلك فلم تكن تتوقع ان تكون هذه رد فعله عندما يراها لكنها تجاهلت هذا فكل ما يهمها انه استيقظ واصبح بخير اقتربت منه اكثر ممسكه بيده تضغط عليها برفق
حمدلله علي سلامتك…مش متخيل انا……
هو في ايه مين دي يا دكتور عزت…؟!
شعرت داليدا بقلبها يهوي داخل صدرها فور سماعها كلماته تلك وهي لا تصدق بانه نطق بها ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها هامسه بصوت مرتعش
هو انت…انت مش عارفني..؟!
تطلع اليها داغر بتركيز عدة لحظات قبل ان يغمغم ببرود
رفعت داليدا وجهها الشاحب للطبيب قائله بنبره ممزقه وهي علي وشك الانهيار وقد بدأت الارض تميد من تحت
بيقول مش عارفني….ازاي…مش عارفني….
اقترب منها الطبيب هامسًا لها بصوت منخفض حتي لا يصل الي داغر
اسبقيني علي برا يا داليدا هانم وانا هفهمك كل حاجه….
ثم اشار برأسه الي الممرضه التي كانت تقف خلف داليدا والتي اسرعت بالامساك بها قبل ان تنهار علي الارض مساعده اياها في الخروج من الغرفه…
بينما راقب داغر انهيار تلك المرأه بعقل مشوش هتف بحده بعزت
مين دي يا عزت ما تفهمني في ايه بيحصل…
اجابه عزت بارتباك
اهدي بس يا داغر بيه….
ليكمل بتردد
الظاهر كده انك……انك عندك مشكله في الذاكره….
ليكمل سريعًا عندما رأي وجه داغر يحتد بغضب…
ايه اخر تاريخ انت فاكره..؟!
اجابه داغر بعد تفكير قليل
كان اخر حاجه//
اومأ الطبيب برأسه مهمهمًا بصوت منخفض وهو يسجل شئ بالدفتر الذي بيده
فهمت….
قاطعه داغر بحده وهو يلوح بيده في وجه عزت
فهمت ايه بالظبط… ما تقول في ايه ؟؟
اجابه عزت بارتباك
داغر بيه…تاريخ النهارده هو//
ليكمل موضحًا له
يعني في اكتر من سنه وشهور مفقودين بالنسبالك ومش فاكرهم..
اتسعت اعين داغر بالصدم#مه فور سماعه هذا…و عقله المشوش المتعب يجد الصعوبه في فهم معني كل هذا…
اغمض عينيه وهو يرجع برأسه التي اشتد ألامها الي الخلف يستند الي الوساده فاركًا بيده جبينه محاولًا التخفيف من الالم الذي عصف به…
مما جعل الطبيب يأمر الممرضه الواقفه بجانبه ان تحقنه بمسكن ومهدئ وتتركه يرتاح …
في ذات الوقت…
كانت داليدا جالسه بممر المشفي تبكي وهي تهمس بصوت ممزق بالالم
مش فاكرني….داغر مش فاكرني…طيب ازاي….ده اخر حاجه كان معايا…..ازاي ينساني
احتضنتها الممرضه التي اخذت تربت علي ظهرها شاعره بالاسف علي حالتها تلك…
لكن انتفضت داليدا مبتعده عنها واقفه علي قدميها عندما رأت الطبيب عزت يقترب منهم اتجهت اليه هاتفه من بين شهقات بكائها…
ازاي مش فاكرني…ده انا مراته….
لتكمل بشبه هستريه وهي تضع يدها فوق بطنها المنتفخه
حتي يامن…حتي يامن مش فاكره طيب ازاي….
ربت الطبيب عزت علي كتفها بهدوء
اهدي.. يا داليدا هانم وتعالي.معايا..و انا هفهمك علي كل حاجه…
ثم قادها نحو غرفتها بالمشفي حيث اتبعته داليدا وهي شبه مغيبه من شدة الصدم#مه والبكاء اجلسها بهدوء علي الفراش بينما جلس بالمقعد امامها …
داليدا هانم داغر بيه بيعاني من فقدان مؤقت بالذاكره…
قاطعته داليدا بحده وهي تمسح الدموع العالقه بوجنتيها بيدها المرتجفه
عارفه …عارفه انه عند فقدان للذاكره
لتكمل وقد بدأ صوتها يتهدج بالدموع مره اخري
بس ازاي ينساني ده انا مراته…داغر روحه فيا…استحاله ينساني بالساهل كده اكيد في حاجه غلط……
اومأ عزت برأسه قائلًا
ما هو ده السبب…داغر كان اخر موقف له معاكي كان بيحاول يحميكي من البلطجيه اللي طلعوا عليكوا…و غصب عنه لما غاب عن الوعي اخر حاجه ترجمها دماغه انك هتموتي علي ايد البلطجيه دول…طبعًا ده علي حسب كلامك ووصفك للحادثه …. طبعًا هو ميعرفش ان الحرس بتوعه ادخلوا وانقذوكي فلما فاق عقله عمل حاجز..و حاول ينساكي خوفًا من انه يتأًذي لما يعرف انك مoتي او حصلك حاجه….
انهمرت الدموع من عينيها بغزاره فور سماعها تحليل الطبيب للامر هامسه بصوت مرتعش ينبثق منه القهر والالم
يعني ايه…يعني داغر هيفضل ناسيني …مش هيفتكرني ابدًا…ولا هيفتكر ابننا….
اجابها عزت بهدوء
لا طبعًا.. بس هياخد شوية وقت لما يفتكر في حالات الذاكره بترجعلها بعد يوم بعد يومين بعد اسبوع..شهر….سنه….
انتفضت داليدا واقفه وهي تهتف بينما تتجه نحو باب الغرفه
سنه….ايه ؟! انا مش هقدر اتحمل انه يفضل ناسيني دقيقه واحده انا هروحله وهقوله كل حاجه وهخليها يفتكرني……