قلبه لا يبالي بقلم هدير نور

موقع أيام نيوز

دلف الي الغرفة بخطوات بطيئه مرتجفه وقبضة حاده تعتصر قلبه
خائفًا من مواجهتها فلا يعلم ما الذي يجب عليه قوله لها ومواستها به فقلبه ممزق..
تجمد بمكانه فور ان وقعت عينيه على جسدها المستلقي فوق فراش المشفي تنظر امامها بعينين جامده…شارده كما لو كانت بعالم اخر غير عالمهم هذا…
اقترب منها بخطوات متهالكه شاعرًا بألم يمزق روحه وهو يراها في حالتها تلك جلس مقابلًا لها علي الفراش هامسًا باسمها بصوت منخفض وهو يغصب شفتيه علي رسم ابتسامه لطيفه…

اخذت ترفرف بعينيها عدة لحظات قبل ان تنصب عليه كما لو انها تحاول استعاب وجوده معها..
اهتز جسد داغر بصدم#مه فور رؤيته لها تنفجر فجأه باكيه بدموع غزيره اغرقت وجنتيها…
اقترب منها علي الفور هاتفًا بصوت معذب
انا معاكي …معاكي يا حبيبتي…
احتضن رأسها الي صدره مربتًا بحنان علي شعرها بصمت تاركًا اياها تبكي مانحًا اياها الفرصه لكي تخرج ما بها من الم وخوف
انحنى مقبلًا جبينها بحنان مستنشقًا رائحتها بعمق محاولًا تهدئت ارتجافة قلبه وهو لا يزال يربت علي شعرها مهدهدًا اياها بحنان …لكن عندما ازداد انتحابها وارتجافة جسدها بين ذراعيه… اسرع بغلق عينيه بقوه محاولًا التحكم بتلك الدموع التي احتقنت بها عينيه حتي لا يجعلها تراه وهو بحالته الضعيفه تلك حتي لا يزيد من حزنها..
ظل يهدهدها بحنان بين ذراعيه كما لو كانت طفله صغيره وعندما شعر باهتزازت جسدها تهدأ اخذ يتحدث معها بصوت منخفض محاولًا بث الاطمئنان بها حتي تنفك عقدة لسانها..
انا معاكي يا حبيبتي…و مفيش حاجه هتقدر تأذيكي …
ليكمل بصوت جعله واثقًا قدر الامكان حتي يبث الاطمئنان بها
و انتي هتخفي..و هتبقي كويسه والله هتخفي …..

رأها تخفض عينيها تتطلع بعذاب وحسره الي يديها المرتخيه بجانبها علي الفراش وقدميها المغطاه بالشرشف…

ليفهم ما تحاول قوله همس في اذنها بصوت واثق وهو يزيد من احتضانه لها
و الله هتبقي كويسه….
انحني عليها ينظر الها بثبات بعينيه المحتقنه كالدماء وهو يكمل بصوت اجش صارم كما لو كان يقطع لها عهدًا
هتقومي وهتتحركي ولو كلفني ده كل جنيه املكه…
وضع شفتيه فوق جفن عينيها يقبلها بحنان وهو يردف بصوت ممزق بالالم
انتي اهم واغلي حاجه في حياتي يا داليدا…علشان خاطري.. لو بتحبيني بجد مش هتستسلمي وهتبقي قويه…
شعر بقلبه يرتجف داخل صدره بقوه عندما دفنت وجهها المبلل بالدموع بعنقه تبكي بصمت ليكمل بصوت مختنق…
علشان خاطري يا داليدا حـ…
توقف عن تكملة جملته عندما سمعها تهمس بصوت ضعيف اسمه رفع وجهها عن عنقه وهو لا يصدق انها تحدثت ونطقت اسمه بالفعل اخذ يتطلع اليها بأمل لكنها كانت تبكي بصمت ولم تتحرك شفتيها ليشعر باليائس يسيطر عليه من جديد عندما علم انه كان يتخيل ذلك ….
هم ان يتحدث اليها محاولًا الا يظهر احباطه هذا عندما فجأته وتحدثت بصوت منخفض مرتجف
انا خايفه …خايفه اوي
همست بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الممزقه التي بدأت تندلع من حنجرتها
علشان…… خاطري متسبنيش انا حاسه اني لوحدي…انا ماليش غيرك….

ضمها داغر الي صدره ممطرًا رأسها بقبلات متفرقه وهو لم يعد يستطع حبس دموعه اكثر من ذلك بينما يحمد الله…
ظل دافنًا وجهه بشعرها مشددًا من احتضانه لها محاولًا تمالك نفسه والسيطره علي ذلك الالم الذي يعصف بقلبه..
استنشق رائحتها بعمق قبل ان يمسح وجهه سريعًا بيده الهتزه الدموع العالقه به محيطًا وجهها بيديه
انا معاكي……و هفضل معاكي لاخر لحظه في عمري في كل خطوه وفي كل لحظه في اللي جاي انا معاكي في ظهرك…و عمرك ما هتبقي لوحدك …


حاولت رفع يدها لكي تضعها علي خدها كما هي معتاده متناسيه حالتها وعندما رفضت يدها اطاعتها انفجرت باكيه بألم وحسره مره اخري…
زاد داغر من احتضانه لها هامسًا لها بكلمات مهدئه في اذنها عن مدي حبه وعشقه لها ظلت مستكينه فوق صدره حتي غرقت بالنوم….

!!!***!!!***!!!
بعد مرور ساعه…
كان داغر لايزال يحتضن بين ذراعيه داليدا النائمه ويده تمر بحنان فوق ذراعها بينما عقله شاردًا يحاول ايجاد حل لحالتها تلك..
فقد قرر البحث عن افضل طبيب متخصص في مرضها…
كما انه سيجعله يحضر الي مصر لمعالجتها فهو لن يجازف ويجعلها تسافر للخارج بحالتها تلك…
فسوف يكرث كل ما يملكه لعالجها حتي لو اضطر الي انفاق جميع ما يملكه…

اندلع طرق خفيف علي باب الغرفه قبل ان يفتح ليجد زكي يقف بمدخل الغرفه متنحنحًا بحرج بينما عينيه منخفضه مسلطه بالارض هامسًا بصوت منخفض حتي لا يزعج داليدا النائمه
داغر باشا دكتور هشام مستني حضرتك برا نتيجة التحاليل ظهرت…
ثم انصرف علي الفور دون ان ينتظر اجابة داغر عليه تاركًا الغرفه مانحًا اياهم الخصوصيه…

نهض داغر ببطئ من جانب داليدا محاولًا عدم ايقاظها بينما يصارع الخوف الذي ينبض بداخله لكنه قبل ان يتركها ويذهب قبل جبينها بحنان جاذبًا الغطاء فوق جسدها ثم خرج غالقًا الباب خلفه بهدوء …

فور خروجه للممر وجد الطبيب واقفًا بالخارج يتطلع الي عدة اوراق بيده
غمغم داغر بلهفه وهو يقترب منه
هااا خير يا دكتور طمني…

اجابه الطبيب بهدوء بينما يرفع نظره عن الورق
اول حاجه حابب اقولهالك ان الاشاعه والتحاليل اظهرت ان الحمد لله ان الوضع مش بالسوء اللي كنت متخيله….
ثم توقف مترددًا قبل ان يردف
و بينت حاجه كمان مكنتش متخيلها…التحاليل اظهرت ان في ماده كيميائه غريبه في جسم داليدا هانم هي اللي اتسببت في حالتها دي…

غمغم داغر وهو يعقد حاجبيه بعدم فهم
ماده كيميائيه ايه بالظبط..
اجابه الطبيب بينما ينقل نظره من داغر الي زكي بتردد
يعني في حد كان بيديها حبوب اتسببت في حالتها دي …و الحبوب دي استحاله تكون هي تعرف عنها حاجه لان الحبوب اللي من النوع ده مخصصه لكده لصلًا ومحرمه دوليًا ومش موحود منها في مصر…….

لم يشعر داغر بنفسه الا وهو يندفع نحو الطبيب يقبض علي عنقه هاتفًا بشراسه وقد اعماه الغضب فور سماعه كلماته تلك
انت بتقول ايه…انت اتجننت…..حبوب ايه اللي تعمل في مراتي كده

حاول زكي جذبه بعيدًا عن الطبيب الذي شحب وجهه بخوف وهو يهتف بينما يسعل بحده
دي الحقيقه يا داغر بيه مرات حضرتك حد كان قاصد يأذيها ويوصلها للحاله دي..

همس داغر بصوت متحشرج منصدم بينما يترك ياقة قميص الطبيب ببطئ
شهيره….

اكمل الطبيب بينما يعدل من قميصه
الحمد لله ان حالتها مش بالصعوبه اللي كنت متخيلها من الواضح انها مخدتش الحبوب دي بانتظام علشان كده معملتش الاثر اللي مصنوعه علشانه واللي هو حدوث شلل في جميع انحاء الجسم يعني الضحيه متقدرش تحرك عضله واحده في جسمها تبقي مجرد جه حيه بتتنفس وبس……
ليكمل سريعًا عندما رأي وجه داغر الذي شحب بفزع
لكن الحمد لله قدرنا نكتشف الموضوع قبل ما يتطور وتستمر في اخد الحبوب دي لوقت طويل وقتها فعلًا مكناش هنقدر ننقذها.. هي طبعًا هتاخد وقت عقبال ما ترجع لطبيعتها تاني..و طبعًا لازم نطرد الماده دي من جسمها وده هيقلل كتير من الاضرار …

اومأ داغر برأسه بينما يشعر ببعض الراحه لكنه شعر بالقلق والتوتر ينتباه مره اخري عندما رأي الطبيب ينظر اليه بتردد كما لو كان يريد اخباره بشئ لكن خائفًا

في ايه… تاني

تم نسخ الرابط